ومن ذلك التصريح ، كما قال - تعالى - في سورة الأعراف : ( بالاستواء على عرشه إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش ) ، ( الأعراف : 54 ) ، وقال - تعالى - في سورة يونس : ( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ) ، ( يونس : 3 ) ، وقال - تعالى - في سورة الرعد : ( الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش ) ، ( الرعد : 2 ) ، وقال - تعالى - في سورة طه : ( الرحمن على العرش استوى ) ، ( طه : 5 ) ، وقال - تعالى - في سورة الفرقان : ( الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن ) ، ( الفرقان : 59 ) ، وقال - تعالى - في سورة الم تنزيل السجدة : ( الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ) ، ( السجدة : 4 - 5 ) الآية ، وقال - تعالى - في سورة الحديد : ( هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون ) ، ( الحديد : 4 ) .
وفي حديث أنس في فضل الجمعة وتسميته في الآخرة يوم المزيد ، الحديث بطوله ، وفي آخره قال : وهو اليوم الذي استوى فيه ربك على العرش . وقد رواه [ ص: 149 ] في مسنده ، الشافعي وعبد الله بن أحمد في كتاب السنة ، وغيرهم ، وقد جمع وابن خزيمة طرقه في جزء ، وسيأتي إن شاء الله - تعالى - بطوله وألفاظه في أبو بكر بن أبي داود . إثبات رؤية المؤمنين ربهم تبارك وتعالى
وعن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا جمع الله - تعالى - الخلائق حاسبهم ، فيميز بين أهل الجنة وأهل النار ، وهو - تعالى - في جنته على عرشه . قال محمد بن عثمان الحافظ : هذا حديث صحيح ، وعن - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : قتادة بن النعمان لما فرغ الله من خلقه ، استوى على عرشه . رواه الخلال في كتاب السنة بإسناد صحيح على شرط . البخاري
وعن - رضي الله تعالى عنهما - ابن عباس أن اليهود أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألوه عن خلق السماوات والأرض ، فذكر حديثا طويلا ، قالوا : ثم ماذا يا محمد ؟ قال : ثم استوى على العرش ، قالوا : أصبت يا محمد ، لو أتممت : ثم استراح ، فغضب غضبا شديدا ، فأنزل الله تعالى : ( ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب ) ، ( ق : 38 ) . رواه ابن منده ، والحاكم ، وصححه وفي إسناده البقال ، ضعفه ، ابن معين أبي رزين العقيلي قال : قلت : يا رسول الله ، أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض ؟ قال : كان في عماء ، ما فوقه هواء وما تحته هواء ، ثم خلق العرش فاستوى عليه . رواه وعن أبو داود [ ص: 150 ] ، وقال وابن ماجه الذهبي : إسناده حسن . ورواه الترمذي وحسنه ، لكن لفظه : . قال وخلق عرشه على الماء : العماء ، أي ليس معه شيء . يزيد بن هارون
وعن - رضي الله عنهما - وعن ابن عباس ، عن مرة الهمداني ، وعن ناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله تعالى : ( ابن مسعود ثم استوى إلى السماء ) قال : إن الله - تعالى - كان عرشه على الماء ، ولم يخلق شيئا قبل الماء ، فلما أراد أن يخلق الخلق ، أخرج من الماء دخانا ، فارتفع فوق الماء ، فسما عليه فسماه سماء ، ثم أيبس الماء فجعله أرضا ، ثم فتقها فجعلها سبع أرضين . الحديث ، إلى أن قال : فلما فرغ الله - عز وجل - من خلق ما أحب ، استوى على العرش . رواه ، السدي في تفسيره ، وابن جرير ، الطبري والبيهقي في الأسماء والصفات .
وعن - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيده ، فقال : يا أبي هريرة ، إن الله - تعالى - خلق السماوات والأرضين وما بينهما في ستة أيام ، ثم استوى على العرش يوم السابع أبا هريرة . الحديث بطوله رواه في تفسير سورة السجدة من سننه الكبرى ، وفيه النسائي أخضر بن عجلان ، قال الذهبي : وثقه ، [ ص: 151 ] وقال ابن معين أبو حاتم : يكتب حديثه ، ولينه الأزدي ، وحديثه في السنن الأربعة ، وهذا الحديث غريب من أفراده .