واعلم أن ، فدلالة اسمه - تعالى - " الرحمن " على ذاته - عز وجل - مطابقة ، وعلى صفة الرحمة تضمنا ، وعلى الحياة وغيرها التزاما ، وهكذا سائر أسمائه تبارك وتعالى . دلالة أسماء الله - تعالى - حق على حقيقتها مطابقة وتضمنا والتزاما
وليست أسماء الله - تعالى - غيره كما يقوله الملحدون في أسمائه ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ، فإن الله - عز وجل - هو الإله ، وما سواه عبيد ، وهو الرب ، وما سواه مربوب ، وهو الخالق وما [ ص: 120 ] سواه مخلوق ، وهو الأول فليس قبله شيء ، وما سواه محدث كائن بعد أن لم يكن ، وهو الآخر الباقي ، فليس بعده شيء ، وما سواه فان ، فلو كانت أسماء الله - تعالى - غيره كما زعموا ، لكانت مخلوقة مربوبة محدثة فانية ، إذ كل ما سواه كذلك ، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا .