. بدء الوحي
( بعد أربعين ) سنة من عمره - صلى الله عليه وسلم - ( بدأ الوحي ) من الله - عز وجل - إليه ( به ) - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين ، عن - رضي الله عنه - قال : أنس بن مالك بمكة عشر سنين . الحديث . كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ربعة من القوم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير أزهر اللون ليس بأبيض أمهق ولا آدم ليس بجعد قطط ولا سبط رجل بعثه الله على رأس أربعين سنة ، فأقام
[ ص: 1053 ] وكيفية بدء الوحي ما ذكره - رحمه الله تعالى - قال : حدثنا البخاري قال ، حدثنا يحيى بن بكير الليث عن عقيل عن عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير أنها قالت : عائشة أم المؤمنين فقال : زملوني ، زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة وأخبرها الخبر : لقد خشيت على نفسي . فقالت خديجة : كلا والله ما يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق . فانطلقت به خديجة بنت خويلد حتى أتت به خديجة ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة وكان امرأ قد تنصر في الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العبراني ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخا كبيرا قد عمي . فقالت له : يا ابن عم اسمع من ابن أخيك . فقال له خديجة ورقة يا ابن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبر ما رأى . فقال له ورقة : هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى . يا ليتني فيها جذعا . ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أومخرجي هم ؟ قال : نعم . لم . يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي . وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا . ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي قال أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم . فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال اقرأ قال : ما أنا بقارئ قال : فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ ، قلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : اقرأ . فقلت : ما أنا بقارئ . فأخذني فغطني الثالثة ، ثم أرسلني فقال : " اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم " ( العلق 1 - 3 ) فرجع بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرجف فؤاده ، فدخل على وأخبرني ابن شهاب أن أبو سلمة بن عبد الرحمن قال وهو يحدث عن فترة الوحي [ ص: 1054 ] فقال في حديثه " جابر بن عبد الله الأنصاري يا أيها المدثر قم فأنذر ) إلى قوله ( والرجز فاهجر ) ( المدثر 1 - 5 ) فحمي الوحي وتتابع " . تابعه بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض ، فرعبت منه فرجعت فقلت : زملوني ، زملوني فأنزل الله تعالى ( عبد الله بن يوسف وأبو صالح وتابعه هلال بن رداد عن وقال الزهري يونس ومعمر " بوادره .
حدثنا قال ، حدثنا موسى بن إسماعيل أبو عوانة قال ، حدثنا قال ، حدثنا موسى بن أبي عائشة سعيد بن جبير - رضي الله عنهما - في قوله تعالى ( ابن عباس لا تحرك به لسانك لتعجل به ) ( القيامة 16 ) قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعالج من التنزيل شدة وكان مما يحرك شفتيه فقال : فأنا أحركهما لكم كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحركهما وقال : سعيد أنا أحركهما كما رأيت ابن عباس يحركهما ، فحرك شفتيه فأنزل الله تعالى ( ابن عباس لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه ) ( القيامة 16 - 17 ) .
قال جمعه لك في صدرك وتقرأه ( فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ) ( القيامة 18 ) قال فاستمع له وأنصت ( ثم إن علينا بيانه ) ( القيامة 19 ) ثم إن علينا أن تقرأه وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع فإذا انطلق جبريل قرأه النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قرأه . عن
وقال - رحمه الله تعالى : حدثنا عبد الله بن يوسف قال : أخبرنا مالك عن عن أبيه عن هشام بن عروة رضي الله عنها عائشة أم المؤمنين رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف يأتيك الوحي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول [ ص: 1055 ] قالت الحارث بن هشام عائشة رضي الله عنها ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا . أن