الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      معلومات الكتاب

      معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول

      الحكمي - حافظ بن أحمد الحكمي

      صفحة جزء

      أولهم نوح بلا شك كما أن محمدا لهم قد ختما

      ( أولهم ) يعني أول الرسل عليهم السلام ( نوح بلا شك ) وهو نوح بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ بن يرد بن مهلاييل بن قاين بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام . والمعنى أن نوحا أول الرسل والنبيين بعد الاختلاف ، قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ) ( النساء : 163 ) لأن أمته أول من اختلف وغير وبدل وكذب كما قال تعالى : ( كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم ) ( غافر : 5 ) وإلا فآدم قبله كان نبيا رسولا ، وكان الناس أمة واحدة على دينه ودين وصية شيث عليه السلام كما قال ابن عباس رضي الله عنهما وابن مسعود وأبي بن كعب وقتادة ومجاهد وغيرهم رضي الله عنهم في قوله تعالى : ( كان الناس أمة واحدة ) ( البقرة : 213 ) الآية . قالوا : كان بين نوح وآدم عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ، ( كما أن محمدا ) صلى الله عليه وسلم ( لهم ) أي للرسل ( قد ختما ) فلا نبي بعده كما قال تعالى : ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) [ ص: 679 ] ( الأحزاب : 40 ) وسيأتي إن شاء الله تعالى تقرير ذلك في موضعه من هذا المتن .

      التالي السابق


      الخدمات العلمية