الحديث به عن ابن عمر
وأما حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فهو الذي أشار إليه الترمذي وقد [ ص: 580 ] رواه من طرق عن الإمام أحمد قال : قلت يحيى بن يعمر رضي الله عنهما : إنا نسافر في الآفاق فنلقى قوما يقولون لا قدر . فقال لابن عمر رضي الله عنهما : إذا لقيتموهم فأخبروهم أن ابن عمر عبد الله بن عمر منهم بريء وأنهم منه برآء ( ثلاثا ) ، ثم إنه أنشأ يحدث : سفيان : أراه قال : خيره وشره . قال : فما الإسلام ؟ قال : إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان وغسل من الجنابة ، كل ذلك قال : صدقت صدقت صدقت . قال القوم : ما رأينا رجلا أشد توقيرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا كأنه يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم قال : يا رسول الله ، أخبرني عن الإحسان . قال : أن تعبد الله أو تعبده كأنك تراه فإلا تراه فإنه يراك . كل ذلك نقول : ما رأينا رجلا أشد توقيرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا . فيقول : صدقت صدقت . قال : أخبرني عن الساعة . قال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل . قال فقال : صدقت . قال ذلك مرارا : ما رأينا رجلا أشد توقيرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا . ثم ولى . قال سفيان : فبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : التمسوه ، فلم يجدوه . قال : هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم . ما أتانا في صورة إلا عرفته غير هذه الصورة . وإسناده : حدثنا بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فذكر من هيئته فقال رسول الله على الله عليه وسلم : " ادنه فدنا . فقال : ادنه فدنا . فقال : ادنه فدنا ، حتى كادت ركبتاه تمسان ركبتيه ، فقال : يا رسول الله ، أخبرني ما الإيمان أو عن الإيمان . قال : تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر . قال عبد الله حدثني أبي حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة . . . . . إلخ . يحيى بن يعمر
وفي رواية قال : إن عندنا رجالا يزعمون أن الأمر بأيديهم فإن شاءوا عملوا وإن شاءوا لم يعملوا . فقال : أخبرهم أني منهم بريء وأنهم منا برآء . ثم قال : جاء لابن عمر جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ما الإسلام ؟ فقال : تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت . قال : فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم ؟ قال : نعم . قال : صدقت . قال : فما الإحسان ؟ قال : [ ص: 581 ] تخشى الله كأنك تراه فإن لا تك تراه فإنه يراك . قال : فإذا فعلت ذلك فأنا محسن ؟ قال : نعم . قال : صدقت . قال : فما الإيمان ؟ قال : تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث من بعد الموت والجنة والنار والقدر كله . قال : فإذا فعلت ذلك فأنا مؤمن ؟ قال : نعم . قال : صدقت . قلت
زاد في رواية : جبريل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في صورة دحية . وسند هذه الرواية : حدثنا وكان عبد الله حدثني أبي حدثنا عفان حدثنا أخبرنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد قلت يحيى بن يعمر . . . . . . إلخ . لابن عمر
وفي أخرى عن رضي الله عنهما ابن عمر جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم : ما الإيمان ؟ قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره . فقال له جبريل عليه السلام : صدقت . قال : فتعجبنا منه يسأله ويصدقه ! قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ذاك جبريل أتاكم يعلمكم معالم دينكم . وسند هذه الرواية : حدثنا أن عبد الله حدثني أبي حدثنا حدثنا وكيع عن كهمس ابن بريدة عن . . . . . إلخ . يحيى بن يعمر
ورواية عن يحيى بن يعمر قال : وحميد بن عبد الرحمن الحميري عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فذكرنا ، فقال لنا : إذا رجعتم إليهم فقولوا لهم : إن القدر وما يقولون فيه منكم بريء وأنتم منه برآء ( ثلاث مرار ) ثم قال : أخبرني ابن عمر رضي الله عنه أنهم بينما هم جلوس أو قعود عند النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل يمشي حسن الوجه حسن الشعر عليه ثياب بيض فنظر القوم بعضهم إلى بعض ما نعرف هذا وما هذا بصاحب سفر . ثم قال : يا رسول الله آتيك ؟ قال : نعم . فجاء فوضع ركبتيه عند ركبتيه ويديه على فخديه عمر بن الخطاب ، وساق [ ص: 582 ] الحديث بنحو ما تقدم في الصحيح والسنن ، وزاد آخره سؤال الرجل من لقينا جهينة أو مزينة كما تقدم في رواية أبي داود .