الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      معلومات الكتاب

      معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول

      الحكمي - حافظ بن أحمد الحكمي

      صفحة جزء
      الحديث به عن ابن عمر

      وأما حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فهو الذي أشار إليه الترمذي وقد [ ص: 580 ] رواه الإمام أحمد من طرق عن يحيى بن يعمر قال : قلت لابن عمر رضي الله عنهما : إنا نسافر في الآفاق فنلقى قوما يقولون لا قدر . فقال ابن عمر رضي الله عنهما : إذا لقيتموهم فأخبروهم أن عبد الله بن عمر منهم بريء وأنهم منه برآء ( ثلاثا ) ، ثم إنه أنشأ يحدث : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فذكر من هيئته فقال رسول الله على الله عليه وسلم : " ادنه فدنا . فقال : ادنه فدنا . فقال : ادنه فدنا ، حتى كادت ركبتاه تمسان ركبتيه ، فقال : يا رسول الله ، أخبرني ما الإيمان أو عن الإيمان . قال : تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر . قال سفيان : أراه قال : خيره وشره . قال : فما الإسلام ؟ قال : إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان وغسل من الجنابة ، كل ذلك قال : صدقت صدقت صدقت . قال القوم : ما رأينا رجلا أشد توقيرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا كأنه يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم قال : يا رسول الله ، أخبرني عن الإحسان . قال : أن تعبد الله أو تعبده كأنك تراه فإلا تراه فإنه يراك . كل ذلك نقول : ما رأينا رجلا أشد توقيرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا . فيقول : صدقت صدقت . قال : أخبرني عن الساعة . قال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل . قال فقال : صدقت . قال ذلك مرارا : ما رأينا رجلا أشد توقيرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا . ثم ولى . قال سفيان : فبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : التمسوه ، فلم يجدوه . قال : هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم . ما أتانا في صورة إلا عرفته غير هذه الصورة . وإسناده : حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن يحيى بن يعمر . . . . . إلخ .

      وفي رواية قال : قلت لابن عمر إن عندنا رجالا يزعمون أن الأمر بأيديهم فإن شاءوا عملوا وإن شاءوا لم يعملوا . فقال : أخبرهم أني منهم بريء وأنهم منا برآء . ثم قال : جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ما الإسلام ؟ فقال : تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت . قال : فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم ؟ قال : نعم . قال : صدقت . قال : فما الإحسان ؟ قال : [ ص: 581 ] تخشى الله كأنك تراه فإن لا تك تراه فإنه يراك . قال : فإذا فعلت ذلك فأنا محسن ؟ قال : نعم . قال : صدقت . قال : فما الإيمان ؟ قال : تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث من بعد الموت والجنة والنار والقدر كله . قال : فإذا فعلت ذلك فأنا مؤمن ؟ قال : نعم . قال : صدقت .

      زاد في رواية : وكان جبريل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في صورة دحية . وسند هذه الرواية : حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا علي بن زيد عن يحيى بن يعمر قلت لابن عمر . . . . . . إلخ .

      وفي أخرى عن ابن عمر رضي الله عنهما أن جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم : ما الإيمان ؟ قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره . فقال له جبريل عليه السلام : صدقت . قال : فتعجبنا منه يسأله ويصدقه ! قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ذاك جبريل أتاكم يعلمكم معالم دينكم . وسند هذه الرواية : حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا وكيع حدثنا كهمس عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر . . . . . إلخ .

      ورواية عن يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن الحميري قال : لقينا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فذكرنا القدر وما يقولون فيه ، فقال لنا : إذا رجعتم إليهم فقولوا لهم : إن ابن عمر منكم بريء وأنتم منه برآء ( ثلاث مرار ) ثم قال : أخبرني عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنهم بينما هم جلوس أو قعود عند النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل يمشي حسن الوجه حسن الشعر عليه ثياب بيض فنظر القوم بعضهم إلى بعض ما نعرف هذا وما هذا بصاحب سفر . ثم قال : يا رسول الله آتيك ؟ قال : نعم . فجاء فوضع ركبتيه عند ركبتيه ويديه على فخديه ، وساق [ ص: 582 ] الحديث بنحو ما تقدم في الصحيح والسنن ، وزاد آخره سؤال الرجل من جهينة أو مزينة كما تقدم في رواية أبي داود .

      التالي السابق


      الخدمات العلمية