الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      معلومات الكتاب

      معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول

      الحكمي - حافظ بن أحمد الحكمي

      صفحة جزء
      ( إنابة ) أي ومن أنواع العبادة الإنابة وهي التوبة النصوح ، والرجوع إلى الله تعالى ، قال الله عز وجل : ( وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له ) ( الزمر : 54 ) وقال تعالى في ذكر شعيب : ( وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ) ( هود : 88 ) وقال تعالى : ( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب ) ( الشورى : 10 ) وقال تعالى عن إبراهيم والذين معه : ( ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ) ( الممتحنة : 4 ) وقال تعالى في شأن عباده المؤمنين : ( والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عبادي ) ( الزمر : 17 ) وقال عن عبده داود عليه السلام : ( فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب ) ( ص : 24 ) وفي ذلك آيات كثيرة سنذكر إن شاء الله ما تيسر منها في بابه .

      ( خضوع ) أي ومن أنواع العبادة الخضوع ، وهو والخشوع والتذلل بمعنى وتقدمت الآيات والأحاديث فيه . ( والاستعاذة ) ; أي ومن أنواع العبادة الاستعاذة وهي الامتناع بالله عز وجل والالتجاء إليه . قال عز وجل : ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) ( النحل : 98 ) وقال تعالى : ( وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون ) ( المؤمنون : 97 - 98 ) وقال تعالى : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ) ( الأعراف : 200 ) وقال تعالى : ( قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ) ( الفلق : 1 - 2 ) السورة . وقال تعالى : ( قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس ) ( الناس : 1 - 4 ) السورة . وقال عن كليمه موسى عليه السلام : ( وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب ) ( غافر : 27 ) وقال تعالى عنه عليه السلام : ( وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون ) ( الدخان : 20 ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه " . [ ص: 452 ] وقال : " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق " وقال : " اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك " . وقال : " تعوذوا بالله من الفتن " . واستعاذ صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن ، والعجز والكسل ، والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ، ومن الرد إلى أرذل العمر ، ومن المأثم والمغرم ، ومن فتنة القبر وعذاب القبر ، ومن فتنة النار وعذاب النار ، ومن شر فتنة الغنى ومن شر فتنة الفقر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال ، وغير ذلك .

      التالي السابق


      الخدمات العلمية