الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
" الرابع " قال شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - : أن علم الله السابق محيط بالأشياء على ما هي عليه ولا محو فيه ، ولا تغير ، ولا زيادة ولا نقص ، فإنه سبحانه يعلم ما كان ، وما يكون ، وما لا يكون لو كان كيف كان يكون .

قال : وأما ما جرى به القلم في اللوح المحفوظ ، فهل يكون فيه محو وإثبات ؟ على قولين للعلماء . قال : وأما الصحف التي بيد الملائكة فيحصل فيها المحو والإثبات . انتهى .

ومثل العلم في تعلقه بالواجب والجائز والمستحيل صفة الكلام فإنه يتعلق بكل شيء من الثلاثة يعني الواجب والممكن والمستحيل .

( ( يا خليلي ) ) أي يا صديقي ومحبي ، مشتق من الخلة وهي توحيد المحبة بالخليل هو الذي يوحد حبه لمحبوبه ، وهي رتبة لا تقبل المشاركة ، ولهذا اختص بها الخليلان إبراهيم ومحمد - صلى الله عليه وسلم - . وقال الإمام [ ص: 161 ] المحقق ابن القيم في كتابه ( روضة المحبين ونزهة المشتاقين ) : إنما سميت خلة لتخلل المحبة جميع أجزاء الروح كما قال الشاعر :

قد تخللت مسلك الروح مني وبذا سمي الخليل خليلا

قال : والخليل الصديق ، والأنثى خليلة ، والخلالة مثلثة الصداقة والمودة . ( ( مطلقا ) ) عن التقييد بواحد من الثلاثة بل يعمها جميعها .

التالي السابق


الخدمات العلمية