( الرابعة ) : القرآن العظيم كلام الله القديم ، ونوره المبين ، وحبله المتين ، وفيه الحجة والدعوة ، فله بذلك اختصاص على غيره كما ثبت عنه في الصحيح أنه - صلى الله عليه وسلم - قال : " " . ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر ، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة
قال الحافظ ابن حجر في الفتح يعني أن معجزتي التي تحديت بها الوحي الذي أنزل علي وهو القرآن لما اشتمل عليه من الإعجاز الواضح ، قال : وليس المراد حصر معجزاته فيه ، ولا أنه لم يؤت من المعجزات ما أوتي من تقدمه بل المراد - من الأنبياء عليهم السلام . انتهى . المعجزة العظمى والآية الكبرى التي اختص بها دون غيره - صلى الله عليه وسلم
ولا يخفى أن كون دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - التي هي شريعته المنعوت بها ، فيها معجزته التي تحدى الخلق بها من أعظم الآيات ، وأبهر المعجزات ، وأظهر الدلالات . ولهذا استمرت معجزته العظمى باستمرار شريعته الغراء ، وفيه إشارة وتنبيه وإيماء وتنويه إلى أن هذا النبي الأمين خاتم الأنبياء والمرسلين ، فشريعته دائمة ما دام الملوان ، ومعجزته باقية ما كر الجديدان ، وبالله التوفيق