nindex.php?page=treesubj&link=29416والمحبة مراتب :
أولها : العلاقة ، وهي تعلق القلب بالمحبوب . والثانية : الإرادة ، وهي ميل القلب إلى محبوبه وطلبه له . الثالثة : الصبابة ، وهي انصباب القلب إليه بحيث لا يملكه صاحبه ، كانصباب الماء في الحدور .
الرابعة : الغرام ، وهي الحب اللازم للقلب ، ومنه الغريم ، لملازمته ، ومنه :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=65إن عذابها كان غراما ( الفرقان : 65 ) .
[ ص: 166 ] الخامسة : المودة ، والود ، وهي صفو المحبة وخالصها ولبها ، قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=96سيجعل لهم الرحمن ودا ( مريم : 96 ) . السادسة : الشغف ، وهي وصول المحبة إلى شغاف القلب . السابعة : العشق : وهو الحب المفرط الذي يخاف على صاحبه منه ، ولكن لا يوصف به الرب تعالى ولا العبد في محبة ربه ، وإن كان قد أطلقه بعضهم . واختلف في سبب المنع ، فقيل : عدم التوقيف ، وقيل غير ذلك . ولعل امتناع إطلاقه : أن العشق محبة مع شهوة . الثامنة : التتيم ، وهو بمعنى التعبد . التاسعة : التعبد . العاشرة : الخلة ، وهي المحبة التي تخللت روح المحب وقلبه . وقيل في ترتيبها غير ذلك . وهذا الترتيب تقريب حسن ، يعرف حسنه بالتأمل في معانيه .
[ ص: 167 ] واعلم أن
nindex.php?page=treesubj&link=29700_29622وصف الله تعالى بالمحبة والخلة هو كما يليق بجلال الله تعالى وعظمته ، كسائر صفاته تعالى ، وإنما يوصف الله تعالى من هذه الأنواع بالإرادة والود والمحبة والخلة ، حسبما ورد النص .
وقد اختلف في تحديد المحبة على أقوال ، نحو ثلاثين قولا . ولا تحد المحبة بحد أوضح منها ، فالحدود لا تزيدها إلا خفاء . وهذه الأشياء الواضحة لا تحتاج إلى تحديد ، كالماء والهواء والتراب والجوع والشبع ونحو ذلك .
nindex.php?page=treesubj&link=29416وَالْمَحَبَّةُ مَرَاتِبُ :
أَوَّلُهَا : الْعَلَاقَةُ ، وَهِيَ تَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِالْمَحْبُوبِ . وَالثَّانِيَةُ : الْإِرَادَةُ ، وَهِيَ مَيْلُ الْقَلْبِ إِلَى مَحْبُوبِهِ وَطَلَبُهُ لَهُ . الثَّالِثَةُ : الصَّبَابَةُ ، وَهِيَ انْصِبَابُ الْقَلْبِ إِلَيْهِ بِحَيْثُ لَا يَمْلِكُهُ صَاحِبُهُ ، كَانْصِبَابِ الْمَاءِ فِي الْحُدُورِ .
الرَّابِعَةُ : الْغَرَامُ ، وَهِيَ الْحُبُّ اللَّازِمُ لِلْقَلْبِ ، وَمِنْهُ الْغَرِيمُ ، لِمُلَازَمَتِهِ ، وَمِنْهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=65إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ( الْفُرْقَانِ : 65 ) .
[ ص: 166 ] الْخَامِسَةُ : الْمَوَدَّةُ ، وَالْوُدُّ ، وَهِيَ صَفْوُ الْمَحَبَّةِ وَخَالِصُهَا وَلُبُّهَا ، قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=96سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ( مَرْيَمَ : 96 ) . السَّادِسَةُ : الشَّغَفُ ، وَهِيَ وُصُولُ الْمَحَبَّةِ إِلَى شَغَافِ الْقَلْبِ . السَّابِعَةُ : الْعِشْقُ : وَهُوَ الْحُبُّ الْمُفْرِطُ الَّذِي يُخَافُ عَلَى صَاحِبِهِ مِنْهُ ، وَلَكِنْ لَا يُوصَفُ بِهِ الرَّبُّ تَعَالَى وَلَا الْعَبْدُ فِي مَحَبَّةِ رَبِّهِ ، وَإِنْ كَانَ قَدْ أَطْلَقَهُ بَعْضُهُمْ . وَاخْتُلِفَ فِي سَبَبِ الْمَنْعِ ، فَقِيلَ : عَدَمُ التَّوْقِيفِ ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ . وَلَعَلَّ امْتِنَاعَ إِطْلَاقِهِ : أَنَّ الْعِشْقَ مَحَبَّةٌ مَعَ شَهْوَةٍ . الثَّامِنَةُ : التَّتَيُّمُ ، وَهُوَ بِمَعْنَى التَّعَبُّدِ . التَّاسِعَةُ : التَّعَبُّدُ . الْعَاشِرَةُ : الْخُلَّةُ ، وَهِيَ الْمَحَبَّةُ الَّتِي تَخَلَّلَتْ رُوحَ الْمُحِبِّ وَقَلْبَهُ . وَقِيلَ فِي تَرْتِيبِهَا غَيْرُ ذَلِكَ . وَهَذَا التَّرْتِيبُ تَقْرِيبٌ حَسَنٌ ، يُعْرَفُ حُسْنُهُ بِالتَّأَمُّلِ فِي مَعَانِيهِ .
[ ص: 167 ] وَاعْلَمْ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29700_29622وَصْفَ اللَّهِ تَعَالَى بِالْمَحَبَّةِ وَالْخُلَّةِ هُوَ كَمَا يَلِيقُ بِجَلَالِ اللَّهِ تَعَالَى وَعَظَمَتِهِ ، كَسَائِرِ صِفَاتِهِ تَعَالَى ، وَإِنَّمَا يُوصَفُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ هَذِهِ الْأَنْوَاعِ بِالْإِرَادَةِ وَالْوُدِّ وَالْمَحَبَّةِ وَالْخُلَّةِ ، حَسْبَمَا وَرَدَ النَّصُّ .
وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي تَحْدِيدِ الْمَحَبَّةِ عَلَى أَقْوَالٍ ، نَحْوَ ثَلَاثِينَ قَوْلًا . وَلَا تُحَدُّ الْمَحَبَّةُ بِحَدٍّ أَوْضَحَ مِنْهَا ، فَالْحُدُودُ لَا تَزِيدُهَا إِلَّا خَفَاءً . وَهَذِهِ الْأَشْيَاءُ الْوَاضِحَةُ لَا تَحْتَاجُ إِلَى تَحْدِيدٍ ، كَالْمَاءِ وَالْهَوَاءِ وَالتُّرَابِ وَالْجُوعِ وَالشِّبَعِ وَنَحْوِ ذَلِكَ .