وكذلك قولهم : الاسم عين المسمى أو غيره ؟ وطالما غلط كثير من الناس في ذلك ، وجهلوا الصواب فيه : ، فإذا قلت : قال الله كذا ، أو سمع الله لمن حمده ، ونحو ذلك - فهذا المراد به المسمى نفسه ، وإذا قلت : الله اسم عربي ، والرحمن اسم عربي ، والرحمن من أسماء الله تعالى ونحو ذلك - فالاسم هاهنا للمسمى ، ولا يقال غيره ، لما في لفظ الغير من الإجمال ، فإن أريد بالمغايرة أن اللفظ غير المعنى فحق ، وإن أريد أن الله سبحانه كان ولا اسم له ، حتى خلق لنفسه أسماء ، أو حتى سماه خلقه بأسماء من صنعهم : فهذا من أعظم الضلال والإلحاد في أسماء الله تعالى . فالاسم يراد به المسمى تارة ، ويراد به اللفظ الدال عليه أخرى
[ ص: 103 ] والشيخ رحمه الله أشار بقوله : ما زال بصفاته قديما قبل خلقه إلى آخر كلامه - إلى الرد على المعتزلة والجهمية ومن وافقهم من الشيعة . فإنهم قالوا : إنه تعالى صار قادرا على الفعل والكلام بعد أن لم يكن قادرا عليه ، لكونه صار الفعل والكلام ممكنا بعد أن كان ممتنعا ، وأنه انقلب من الامتناع الذاتي إلى الإمكان الذاتي ! وعلى ابن كلاب والأشعري ومن وافقهما ، فإنهم قالوا : إن الفعل صار ممكنا له بعد أن كان ممتنعا منه . وأما الكلام عندهم فلا يدخل تحت المشيئة والقدرة ، بل هو شيء واحد لازم لذاته .