قوله : ( ولا يشبهه الأنام ) .
ش : هذا رد لقول المشبهة ، الذين يشبهون الخالق بالمخلوق ، سبحانه
[ ص: 85 ] وتعالى ، قال عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ( الشورى : 11 ) . وليس المراد نفي الصفات كما يقول أهل البدع فمن كلام
أبي حنيفة رحمه الله في الفقه الأكبر : لا يشبه شيئا من خلقه ولا يشبهه شيء من خلقه . ثم قال بعد ذلك : وصفاته كلها خلاف صفات المخلوقين ، يعلم لا كعلمنا ، ويقدر لا كقدرتنا ، ويرى لا كرؤيتنا . انتهى .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17211نعيم بن حماد :
nindex.php?page=treesubj&link=28713_28717من شبه الله بشيء من خلقه فقد كفر ، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر ، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن راهويه : من وصف الله فشبه صفاته بصفات أحد من خلق الله فهو كافر بالله العظيم . وقال : علامة
جهم وأصحابه ، دعواهم على أهل السنة والجماعة ما أولعوا به من الكذب : أنهم مشبهة ، بل هم
المعطلة .
قَوْلُهُ : ( وَلَا يُشْبِهُهُ الْأَنَامُ ) .
ش : هَذَا رَدٌّ لِقَوْلِ الْمُشَبِّهَةِ ، الَّذِينَ يُشَبِّهُونَ الْخَالِقَ بِالْمَخْلُوقِ ، سُبْحَانَهُ
[ ص: 85 ] وَتَعَالَى ، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ( الشُّورَى : 11 ) . وَلَيْسَ الْمُرَادُ نَفْيَ الصِّفَاتِ كَمَا يَقُولُ أَهْلُ الْبِدَعِ فَمِنْ كَلَامِ
أَبِي حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي الْفِقْهِ الْأَكْبَرِ : لَا يُشْبِهُ شَيْئًا مِنْ خَلْقِهِ وَلَا يُشْبِهُهُ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِهِ . ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ : وَصِفَاتُهُ كُلُّهَا خِلَافُ صِفَاتِ الْمَخْلُوقِينَ ، يَعْلَمُ لَا كَعِلْمِنَا ، وَيَقْدِرُ لَا كَقُدْرَتِنَا ، وَيَرَى لَا كَرُؤْيَتِنَا . انْتَهَى .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17211نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ :
nindex.php?page=treesubj&link=28713_28717مَنْ شَبَّهَ اللَّهَ بِشَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ فَقَدْ كَفَرَ ، وَمَنْ أَنْكَرَ مَا وَصَفَ اللَّهُ بِهِ نَفْسَهُ فَقَدْ كَفَرَ ، وَلَيْسَ فِيمَا وَصَفَ اللَّهُ بِهِ نَفْسَهُ وَلَا رَسُولُهُ تَشْبِيهٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12418إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : مَنْ وَصَفَ اللَّهَ فَشَبَّهَ صِفَاتِهِ بِصِفَاتِ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ فَهُوَ كَافِرٌ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ . وَقَالَ : عَلَامَةُ
جَهْمٍ وَأَصْحَابِهِ ، دَعْوَاهُمْ عَلَى أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ مَا أُولِعُوا بِهِ مِنَ الْكَذِبِ : أَنَّهُمْ مُشَبِّهَةٌ ، بَلْ هُمُ
الْمُعَطِّلَةُ .