من ناله داء دو بذنوبه فليأت في رمضان باب طبيبه فخلوف هذا الصوم يا قوم اعلموا
أشهى من المسك السحيق وطيبه أو ليس هذا القول قول مليككم
الصوم لي وأنا الذي أجزي به
سل الأيام ما فعلت بكسرى وقيصر والقصور وساكنيها
أما استدعتهم للموت طرا فلم تدع الحليم ولا السفيها
دنت نحو الدني بسهم خطب فأصمته وواجهت الوجيها
أما لو بيعت الدنيا بفلس أنفت لعاقل أن يشتريها
آه لنفس أقبلت على العدو وقبلت ، وبادرت ما يؤذيها من الخطايا وعجلت ، من لها إذا نوقشت على أفعالها وسئلت ، وقررت بقبائحها يوم الحشر فخجلت ، وقيدت بقيود الندم على التفريط وكبلت ، وشاهدت يوم الجزاء قبح ما كانت عملت ، وسل عليها سيف العتاب يوم الحساب فقتلت .
أيها الغافل عن فضيلة هذا الشهر اعرف زمانك ، يا كثير الحديث فيما يؤذي احفظ لسانك ، يا مسئولا عن أعماله اعقل شانك ، يا متلوثا بالزلل اغسل بالتوبة ما شانك ، يا مكتوبا عليه كل قبيح تصفح ديوانك .
أقلل كلامك واحترز من شره إن البلاء ببعضه مقرون
وكل فؤادك باللسان وقل له إن الكلام عليكما موزون
فزناه فليك محكما في قلة إن البلاغة في القليل تكون
يا من قد سارت بالمعاصي أخباره ، يا من قد قبح إعلانه وإسراره ، يا فقيرا من الهدى أهلكه إعساره ، أتؤثر الخسران قل لي أو تختاره ؟ يا كثير الذنوب وقد دنا إحضاره ، يا أسيرا في حبس الطرد لا ينفعه إحضاره ، نقدك بهرج إذا حك معياره ، كم رد على مثلك درهمه وديناره ، يا محترقا بنار الحرص حتى متى تخبو ناره ، المذكرون بينكم قد أصبحوا كالسمار ، وأنتم قد جعلتم المواعظ مثل الأسمار ، وكأن القرآن عندكم صوت مزمار ، وقد ضاعت في هذه الأمور الأعمار ، فأين يكون لهذا الغرس إثمار :
مضى زماني وتقضى المدى فليتني وفقت هذا الزمين
أرزمت النار وعارضتها فليعجب السامع للمرزمين
ليت دموعي بمنى سبلت ليشرب الحجاج من زمزمين