131 - حدثنا أبو طاهر الفارسي نا أبو ذر محمد بن إبراهيم أنا نا عبد الله بن محمد بن جعفر الوليد نا نا إسحق بن إبراهيم ، سعد بن الصلت وابن بكار قالا : نا عن عمر بن ذر عن مجاهد رضي الله تعالى عنه قال : أبي هريرة فسألته عن آية من كتاب الله ما أسأله عنها إلا ليشبعني فمر ولم يفعل ثم مر أبو بكر عمر فسألته عن آية من كتاب الله لا أسأله إلا ليشبعني فمر ولم يفعل ثم مر أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فعرف ما في نفسي وما في وجهي فتبسم وقال : أبا هر الحق فاتبعته فدخل فاستأذن فأذن لي فوجد لبنا في قدح فقال : لأهله أنى لكم هذا اللبن ؟ قالوا أهداه فلان أو آل فلان [ ص: 122 ] فقال : يا أبا هر انطلق إلى أهل الصفة فادعهم لي قال : فأحزنني ذلك وأهل الصفة أضياف الإسلام لا يأوون إلى أهل ولا مال إذا جاءته صدقة أرسل بها إليهم ولم يرزأ منها شيئا وإذا جاءته هدية أرسل إليهم وأشركهم فيها وأصاب منها فأحزنني إرساله إياي وقلت : كنت أرجو أن أشرب من هذا اللبن شربة أتغدى بها فما أغنى هذا اللبن في أهل الصفة وأنا الرسول ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله بد فانطلقت إليهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم فأخذوا مجلسهم في البيت وقال : أبا هر قلت : لبيك يا رسول الله قال : قم فأعطهم فآخذ القدح فأعطي الرجل حتى يروى ثم يرده إلي حتى روي جميع القوم فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ القدح فوضع على يديه ثم رفع رأسه فنظر فتبسم قال : اقعد فاشرب فقعدت وشربت وقال : اشرب فما زال يقول اشرب وأشرب حتى قلت : والذي بعثك بالحق لا أجد له مسلكا قال : فأرني فرددت إليه الإناء فتبسم وحمد الله وشرب منه . والله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع وإن كنت لأعتمد بيدي على الأرض من الجوع ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون فيه فمر بي .
[ ص: 123 ]