قال رضي الله عنه: التحبب إلى الناس أسهل ما يكون وجها، وأظهر ما يكون بشرا، وأخصر ما يكون أمرا، وأرفق ما يكون بهيا، وأحسن ما يكون خلقا، وألين ما يكون كنفا وأوسع ما يكون يدا، وأدفع ما يكون أذى، وأعظم ما يكون احتمالا، فإذا كان المرء بهذا النعت لا يحزن من يحبه [ ص: 66 ] ولا يفرح من يحسده; لأن من جعل رضاه تبعا لرضا الناس، وعاشرهم من حيث هم استحق الكمال بالسؤدد، وأنشدني أبو حاتم علي بن محمد البسامي :
أعاشر معشري في كل أمر بأحسن ما أريت وما رأيت وأجتنب المقابح حيث كانت
وأترك ما هويت وما فريت
قال رضي الله عنه: حاجة المرء إلى الناس مع محبتهم إياه خير من غناه عنهم مع بغضهم إياه، والسبب الداعي إلى صد محبتهم له: هو التضايق في الأخلاق، وسوء الخلق; لأن من ضاق خلقه سئمه أهله وجيرانه، واستثقله إخوانه، فحينئذ تمنوا الخلاص منه، ودعوا بالهلاك عليه. أبو حاتم
سمعت عمر بن سعيد بن سنان الطائي يقول: سمعت أبا الحسن الزهاوي يقول: سمعت يقول : يزيد بن هارون
فقدت ثقال الناس في كل بلدة فيا رب لا تغفر لكل ثقيل