الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
212 - قال : وحدثنا مسلم ، حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب ، ثنا سليمان بن بلال ، عن عمرو بن يحيى ، عن عباس بن سهل الساعدي ، عن أبي حميد - رضي الله عنه - ، قال : خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوة تبوك ، فأتينا وادي القرى على حديقة لامرأة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اخرصوها ، فخرصناها ، وخرصها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرة أوسق ، وقال : أحصيها حتى نرجع إليك إن شاء الله ، فانطلقنا حتى قدمنا تبوك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ستهب عليكم الليلة ريح شديدة ، فلا يقم فيها أحد ، فمن كان له بعير ، فليشد عقاله ، فهبت ريح شديدة ، فقام رجل ، فحملته الريح حتى ألقته بجبلي طيء ، وجاء ابن العلماء صاحب أيلة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكتاب ، وأهدى له بغلة بيضاء ، فكتب إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأهدى له بردا ، ثم أقبلنا حتى قدمنا وادي القرى ، فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المرأة عن حديقتها كم بلغ ثمرها ، فقالت : عشرة أوسق ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إني مسرع ، فمن شاء منكم ، فليسرع معي ، ومن شاء ، فليمكث ، فخرجت حتى أشرفنا على المدينة ، فقال : هذهطابة ، وهذا أحد ، وهو جبل يحبنا ، ونحبه .

قال الإمام - رحمه الله - : قوله : يضحى النهار ، أي : يرتفع ، وينتشر شعاع الشمس ، وتبض : تسيل ، وتندى ، والشراك : شراك النعل ، يصف قلة الماء ، وصغر المنبع ، والمنهمر الكثير ، والجنان : البساتين ، أحصيها ، أي : احفظها ، وقوله : بجبلي طيء ، يعني بالبادية ، وبين تبوك وبين جبلي طيء مسافة بعيدة ، والخرص : الحزر .

[ ص: 172 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية