الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            معلومات الكتاب

                                                            الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع

                                                            الخطيب البغدادي - أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت

                                                            صفحة جزء
                                                            838 - أنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني ، أنا المعافى بن زكريا ، نا محمد بن القاسم الأنباري ، حدثني أبي ، نا موسى بن عبد الرحمن بن مسروق الكندي [ ص: 364 ] الكوفي ، نا محمد بن المنذر الكندي - وكان جارا لعبد الله بن إدريس - قال : " حج الرشيد ومعه الأمين والمأمون ، فدخل الكوفة ، فقال لأبي يوسف : قل للمحدثين يأتونا يحدثونا ، فلم يتخلف عنه من شيوخ الكوفة إلا اثنان : عبد الله بن إدريس ، وعيسى بن يونس . فركب الأمين والمأمون إلى عبد الله بن إدريس فحدثهما بمائة حديث ، فقال المأمون لعبد الله : يا عم ، أتأذن لي أن أعيدها عليك من حفظي ؟ قال : افعل ، فأعادها كما سمعها . وكان ابن إدريس من أهل الحفظ يقول : لولا أني أخشى أن يتفلت مني القرآن ما دونت العلم . فعجب عبد الله بن إدريس من حفظ المأمون . وقال المأمون : يا عم ، إلى جانب مسجدك داران ، إذا أذنت لنا اشتريناها ووسعنا بها المسجد . فقال : ما بي إلى هذا حاجة ، قد أجزأ من كان قبلي ، وهو يجزئني ، فينظر إلى قرح في ذراع الشيخ فقال : إن معنا متطببين وأدوية ، أفتأذن لي أن يجيئك من يعالجك ؟ قال : لا ، قد ظهر بي مثل هذا وبرأ ، فأمر له بمال جائزة فأبى أن يقبله . وصارا إلى عيسى بن يونس فحدثهما ، فأمر له المأمون بعشرة آلاف ، فأبى أن يقبلها ، فظن أنه استقلها ، فأمر له بعشرين ألفا ، فقال عيسى : لا ولا إهليلجة ، ولا شربة ماء ، على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو ملأت لي هذا المسجد ذهبا إلى السقف . فانصرفا من عنده " .

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية