323 - أنا علي بن أبي علي البصري ، أنا إسماعيل بن سعيد المعدل قال : قال أبو بكر بن الأنباري : في هذا قولان : أحدهما : أن يكون المعنى أنهم يسكنون فلا يتحركون ، ويغضون أبصارهم ، والطير لا يقع إلا على ساكن ، يقال للرجل إذا كان حليما وقورا : إنه لساكن الطير الطائر ، أي كأن على رأسه طيرا لسكونه . والقول الثاني : أن الأصل في قولهم : كأنما على رؤوسهم الطير ، أن قولهم : جلساء فلان كأنما على رؤوسهم الطير ، سليمان بن داود كان يقول للريح : أقلينا ، وللطير : أظلينا ، فتقله وأصحابه الريح ، وتظلهم الطير . وكان أصحابه يغضون أبصارهم هيبة له وإعظاما ، ويسكنون فلا يتحركون ، ولا يتكلمون بشيء إلا أن يسألهم عنه فيجيبوا ، فقيل للقوم إذا سكنوا : هم علماء وقراء كأنما على رؤوسهم الطير ، تشبيها بأصحاب سليمان عليه السلام ، ومن ذلك الحديث [ ص: 193 ] الذي يروى : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تكلم أطرق جلساؤه ، كأنما على رؤوسهم الطير " .