1626 - نا يعقوب قال : نا وأخبرني ابن بكير ، حلبس بن سعيد ، عن قال : " جئت الليث بن سعد فأخرج إلينا كتبا ، فقلت : سماعك من أبا الزبير ، جابر ؟ قال : ومن غيره . قلت : سماعك من جابر ؟ فأخرج إلي هذه الصحيفة . قال يعقوب : وفي هذه السنة - يعني سنة أربع وثمانين ومائة أو سنة خمس - وكيع بن الجراح بمكة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن البهي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مات لم يدفن حتى ربا بطنه ، وانثنى خنصره ، وذكر غير هذا ، فوقع إلى العثماني ، فأرسل إليه فحبسه ، وعزم على قتله وصلبه ، وأمر بخشبة أن تنصب خارجا من الحرم ، فبلغ حدث وهو في الحبس ، قال وكيعا الحارث بن صديق : فدخلت على لما بلغني - وقد سبق إليه الخبر - قال : وكان بينه وبين وكيع سفيان يومئذ متباعد ، فقال : " ما أرانا إلا قد اضطررنا إلى هذا الرجل ، واحتجنا إليه - يعني سفيان - قال : قلت له : يا دع هذا عنك ، فإنه [ ص: 206 ] إن لم يدركك فقد . قال : فأرسل إليه ، وفزع إليه ، فدخل أبا سفيان ، سفيان على العثماني ، فكلمه فيه ، والعثماني يأبى عليه ، فقال سفيان : إني لك ناصح إن هذا رجل من أهل العلم ، وله عشيرة ، فإن أنت أقدمت عليه أقل ما يكون أن تقوم عليك عشيرته وولده بباب أمير المؤمنين ، فتشخص لمناظرتهم قال : فعمل فيه كلام سفيان ، وأمر باطلاقه من الحبس . قال الحارث بن صديق : فرجعت إليه ، فأخبرته ، ثم جاء الأعوان ، فأخرجوه من السجن ، وركب حمارا ، وحملنا متاعه ، وخرج . قال الحارث : فدخلت على العثماني من الغد ، فقلت : الحمد لله الذي لم تبتل بهذا الرجل ، وسلمك الله ، فقال : يا حارث ، ما ندمت على شيء ما ندمت على الكذا ، خطر ببالي هذه الليلة حديث حولت جابر بن عبد الله : أبي ، والشهداء بعد أربعين سنة ، فوجدناهم رطابا ينثنون ، لم يتغير منهم شيء ، فسمعت يقول : كنا سعيد بن منصور بالمدينة ، فكتب أهل مكة إلى أهل المدينة بالذي كان من وكيع ، وابن عيينة والعثماني ، وقالوا : إذا قدم المدينة ، فلا تتكلوا على الوالي ، وارجموه بالحجارة حتى تقتلوه ، فعزموا على ذلك ، وبلغنا الذي هم عليه ، فبعثا بريدا إلى أن لا تأتي إلى وكيع المدينة ، وتمضي من طريق الربذة ، وقد كان جاوز مفرق الطريقين إلى المدينة ، فلما أتاه البريد رجع راجعا إلى الربذة ، ومضى إلى الكوفة " .