قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=22لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون لا يسأل عما يفعل وهم يسألون أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=22لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا أي لو كان في السماوات والأرضين آلهة غير الله معبودون لفسدتا . قال
الكسائي nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه : إلا بمعنى غير فلما جعلت إلا في موضع غير أعرب الاسم الذي بعدها بإعراب غير ، كما قال :
وكل أخ مفارقه أخوه لعمر أبيك إلا الفرقدان
وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : لو كان معنا رجل إلا زيد لهلكنا . وقال
الفراء : إلا هنا في موضع سوى ، والمعنى : لو كان فيهما آلهة سوى الله لفسد أهلها . وقال غيره : أي لو كان فيهما إلهان لفسد التدبير ؛ لأن أحدهما إن أراد شيئا والآخر ضده كان أحدهما عاجزا . وقيل : معنى لفسدتا أي خربتا وهلك من فيهما بوقوع التنازع بالاختلاف الواقع بين الشركاء .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=22فسبحان الله رب العرش عما يصفون نزه نفسه وأمر العباد أن ينزهوه عن أن يكون له شريك أو ولد .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=23لا يسأل عما يفعل وهم يسألون قاصمة
للقدرية وغيرهم . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : المعنى لا يسأل الخلق عن قضائه في خلقه وهو يسأل الخلق عن عملهم ؛ لأنهم عبيد . بين بهذا أن من يسأل غدا عن أعماله
كالمسيح والملائكة لا يصلح للإلهية . وقيل : لا يؤاخذ على أفعاله وهم يؤاخذون . وروي عن
علي رضي الله عنه أن رجلا قال له يا أمير المؤمنين : أيحب ربنا أن يعصى ؟ قال : أفيعصى ربنا قهرا ؟ قال : أرأيت إن منعني الهدى ومنحني الردى أأحسن إلي أم أساء ؟ قال : إن منعك حقك فقد أساء ، وإن منعك فضله فهو فضله يؤتيه من
[ ص: 189 ] يشاء . ثم تلا الآية :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=23لا يسأل عما يفعل وهم يسألون . وعن
ابن عباس قال : لما بعث الله - عز وجل -
موسى وكلمه ، وأنزل عليه التوراة ، قال : اللهم إنك رب عظيم ، لو شئت أن تطاع لأطعت ، ولو شئت ألا تعصى ما عصيت ، وأنت تحب أن تطاع وأنت في ذلك تعصى فكيف هذا يا رب ؟ فأوحى الله إليه : إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=24أم اتخذوا من دونه آلهة أعاد التعجب في اتخاذ الآلهة من دون الله مبالغة في التوبيخ ، أي صفتهم كما تقدم في الإنشاء والإحياء ، فتكون أم بمعنى هل على ما تقدم ، فليأتوا بالبرهان على ذلك . وقيل : الأول احتجاج من حيث المعقول ؛ لأنه قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=21هم ينشرون ويحيون الموتى ؛ هيهات ! والثاني احتجاج بالمنقول ، أي هاتوا برهانكم من هذه الجهة ، ففي أي كتاب نزل هذا ؟ في القرآن ، أم في الكتب المنزلة على سائر الأنبياء ؟
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=24هذا ذكر من معي بإخلاص التوحيد في القرآن
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=24وذكر من قبلي في التوراة والإنجيل ، وما أنزل الله من الكتب ؛ فانظروا هل في كتاب من هذه الكتب أن الله أمر باتخاذ آلهة سواه ؟ فالشرائع لم تختلف فيما يتعلق بالتوحيد ، وإنما اختلفت في الأوامر والنواهي وقال
قتادة : الإشارة إلى القرآن ؛ المعنى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=24هذا ذكر من معي بما يلزمهم من الحلال والحرام
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=24وذكر من قبلي من الأمم ممن نجا بالإيمان وهلك بالشرك .
وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=24ذكر من معي بما لهم من الثواب على الإيمان والعقاب على الكفر
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=24وذكر من قبلي من الأمم السالفة فيما يفعل بهم في الدنيا ، وما يفعل بهم في الآخرة . وقيل : معنى الكلام الوعيد والتهديد ، أي افعلوا ما شئتم فعن قريب ينكشف الغطاء . وحكى
أبو حاتم : أن
nindex.php?page=showalam&ids=17344يحيى بن يعمر nindex.php?page=showalam&ids=16258وطلحة بن مصرف قرآ ( هذا ذكر من معي وذكر من قبلي ) بالتنوين وكسر الميم ، وزعم أنه لا وجه لهذا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416أبو إسحاق الزجاج في هذه القراءة : المعنى ؛ هذا ذكر مما أنزل إلي ومما هو معي وذكر من قبلي . وقيل : ذكر كائن من قبلي ، أي جئت بما جاءت به الأنبياء من قبلي .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=24بل أكثرهم لا يعلمون الحق وقرأ
ابن محيصن والحسن ( الحق ) بالرفع بمعنى هو الحق وهذا هو الحق . وعلى هذا يوقف على ( لا يعلمون ) ولا يوقف عليه على قراءة النصب .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=24فهم معرضون أي عن الحق وهو القرآن ، فلا يتأملون حجة التوحيد .