78 - باب الولد يتبع أبويه في الدين ما لم يبلغ
2269 - أخبرنا ، حدثنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو عبد الله بن يعقوب محمد بن شاذان ، حدثنا حدثنا قتيبة بن سعيد ، ، عن عبد العزيز بن محمد عن أبيه ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة " كل إنسان تلده أمه على الفطرة أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ، فإن كانا مسلمين فمسلم كل إنسان تلده أمه يلكزه الشيطان في حضنيه إلا مريم وابنها " .
2270 - قال في القديم : قول النبي صلى الله عليه وسلم الشافعي " كل مولود يولد على الفطرة " يعني الفطرة التي فطر الله عليها الخلق فجعلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يفصحوا بالقول فيختاروا أحد القولين الإيمان أو الكفر لا حكم لهم في أنفسهم إنما الحكم لهم بآبائهم فما كان آباؤهم يوم يولدون فهو بحاله إما مؤمن فعلى إيمانه أو كافر فعلى كفره .
2271 - قلت : وأما حكمهم في الآخرة فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن من مات منهم وهو صغير فقال : " الله أعلم بما كانوا عاملين " .
2272 - وقد أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أخبرنا أبو عمرو بن مطر ، حدثنا محمد بن يحيى المروزي ، حدثنا ، حدثنا عاصم بن علي عن شعبة ، عمرة بن مرة ، قال : عن هذه الآية سعيد بن جبير والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم قال : قال سألت " المؤمن تلحق به ذريته ليقر الله بهم عينه وإن كانوا دونه في العمل . وأما الغلام العاقل قبل أن يحتلم أو يبلغ خمس عشرة وهو [ ص: 349 ] لذمي إذا وصف الإسلام ، فقال ابن عباس : : كان أحب إلي أن يتبعه وأن تباع عليه والقياس أن لا تباع عليه حتى يصف الإسلام بعد الحكم أو استكمال خمس عشرة فيكون في السن التي لو أسلم ثم ارتد بعدها قتل . قال في القديم : فإن احتج محتج بأن عليا أسلم وهو في حال من لم يبلغ فعد ذلك إسلاما وقيل كان أول من أسلم ؟ يقال له : إنما قال الناس أول من صلى علي ، بذلك جاء الخبر عن الشافعي وغيره . فقد رأينا الصغير يرى الصلاة فيصلي وهو غير عالم بأن الصلاة عليه وهو غير عارف بالإيمان . . ، وبسط الكلام فيه ، ثم قال : ولم يبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكم زيد بن أرقم بخلاف حكم أبويه قبل بلوغه . لعلي
2273 - قلت : وقد فذهب اختلف الناس في سن علي يوم أسلم ، إلى أنه أسلم وهو بن ثمان سنين ، وذهب عروة بن الزبير ، مجاهد إلى أنه أسلم وهو بن عشر سنين وذهب ومحمد بن إسحاق بن يسار شريك القاضي إلى أنه أسلم وهو بن إحدى عشرة سنة .
2274 - وأخبرنا في جامع أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا عبد الرزاق حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار ، ، حدثنا أحمد بن منصور ، أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة وغير واحد ، قال : الحسن بعد علي وهو بن خمس عشرة أو ست عشرة سنة " . خديجة " أول من أسلم
2275 - قلت : وهذا صحيح على ما روى عمار بن أبي عمار ، عن قال : ابن عباس بمكة خمس عشرة سنة يسمع الصوت ويرى الضوء سبع سنين ولا يرى شيئا ، وثمان سنين يوحى إليه ، وأقام بالمدينة عشرا " ، " أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى ما روي في أشهر الروايات أن قتل وهو بن ثلاث وستين سنة فيكون إسلامه بعد سبع سنين وهو بعد نزول الوحي فمكث بعد الإسلام ثمانيا وبالمدينة عشرا وعاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين سنة ، فيكون يوم أسلم بن خمس عشرة سنة كما قال عليا ، وإلى مثل رواية الحسن البصري عمار ، عن ذهب ابن عباس وذلك فيما : الحسن
2276 - أخبرنا أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، حدثنا أبو عمرو بن السماك ، حدثني حنبل بن إسحاق أبو عبد الله ( وهو أحمد بن حنبل ) ، [ ص: 350 ] حدثنا روح ، حدثنا سعيد ، عن ، عن قتادة قال : الحسن ، بمكة وعشرا بعدما هاجر " ، " نزل القرآن على نبي الله صلى الله عليه وسلم ثمان سنين وكان يقول عشرا قتادة بمكة وعشرا بالمدينة .
والذي قال في سن الحسن إنما قاله على ما شرحناه وحديث علي عمار بن أبي عمار يدل على صحة قوله ، وعلى أن وعلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد خاطبه بالإيمان فهو مخصوص بصحة إيمانه قبل البلوغ لتخصيص النبي صلى الله عليه وسلم إياه بالخطاب ، والله أعلم . الأحكام إنما تعلقت بالبلوغ بعد الهجرة وقبل الهجرة وإلى عام الخندق كما تتعلق بالتمييز
* * *
[ ص: 351 ]