كان كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك يجمع قومه يوم الجمعة ، وكانت قريش تسمي يوم الجمعة " عربة " فيخطبهم ، فيقول : ثم يقول : " أما بعد ، فاسمعوا ، وتعلموا ، وافهموا ، واعلموا ، ليل ساج ، ونهار ضاح ، والأرض مهاد ، والسماء بناء ، والجبال أوتاد ، والنجوم أعلام ، والأولون كالآخرين ، والأنثى والذكر والزوج إلى بلى صائرين ، فصلوا أرحامكم ، واحفظوا أصهاركم ، وثمروا أموالكم ، فهل رأيتم من هالك رجع ، أو ميت [ ص: 90 ] نشر ، الدار أمامكم ، والظن غير ما تقولون ، حرمكم زينوه ، وعظموه ، وتمسكوا به ، فسيأتي له نبأ عظيم ، وسيخرج منه نبي كريم
نهار وليل كل أوب بحادث سواء عليها ليلها ونهارها يؤوبان بالأحداث حين تأوبا
وبالنعم الضافي علينا ستورها على غفلة يأتي النبي محمد
فيخبر أخبارا صدوقا خبيرها
ثم يقول : والله لو كنت فيها ذا سمع وبصر ويد ورجل لتنصبت فيها تنصب الجمل ، ولأرقلت فيها إرقال الفحل ، ثم يقول :
يا ليتني شاهد فحواء دعوته حين العشيرة تبغي الحق خذلانا
وكان بين موت كعب بن لؤي وبين مبعث النبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة سنة وستون سنة .