436 - حدثنا إملاء وقراءة ثنا سليمان بن أحمد عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق معمر عن عن الزهري قال : سعيد بن المسيب
[ ص: 505 ] قريظة قد مكرت برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكاتبت مشركي مكة وعيينة بن حصن وأبا سفيان بن حرب يوم الأحزاب أن اثبتوا ، فإنا سنخالف المسلمين إلى بيضتهم ، فلما هزم الله عز وجل الأحزاب ندب النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ، فطلبوهم إلى حمراء الأسد ، ثم رجعوا ، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته واغتسل واستجمر ، فناداه جبرئيل : عذيرك من محارب ، ألا أراك قد وضعت لأمتك ولم نضعها ؟ فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : عزمت عليكم ألا تصلون العصر حتى تأتوا قريظة ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فمر بمجالس بينه وبين بني قريظة ، فقال : هل مر بكم من أحد ؟ فقالوا : نعم ، مر علينا على بغلة شهباء تحته قطيفة من ديباج ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ليس ذلك دحية الكلبي دحية ، ولكنه جبرئيل أرسل إلى بني قريظة ليزلزل حصونهم ، ويقذف في قلوبهم الرعب ، فحاصرهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما انتهى النبي صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه أن يستروه بحجفة ليقوه الحجارة حتى يسمعهم كلامه فناداهم : يا إخوة القرود والخنازير ، فقالوا : يا أبا القاسم ما كنت فحاشا ، فدعاهم إلى الإسلام ، فقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ ، فحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم ، وتقسم أموالهم ، وتسبى ذراريهم ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : أصاب الحكم . كانت