42 - حدثنا حبيب بن الحسن ، قال : ثنا ابن يحيى المروزي ، قال : ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ، قال : ثنا عن إبراهيم بن سعد ، قال : حدثني محمد بن إسحاق ، عن شيخ من عاصم بن عمر بن قتادة ، بني قريظة قال : ثعلبة بن سعنة ، وأسيد بن سعنة ، وأسد بن عبيد ؟ نفر من بني ذهل ، ليسوا من بني قريظة ولا بني نضير ، نسبهم من بني ذهل أو ذهيل ، أتوا بني قريظة كانوا معهم في جاهليتهم ، ثم كانوا سادتهم في الإسلام ، قال : قلت : لا ، قال : فإن رجلا من يهود أهل الشام يقال له : ابن الهيبان ، قدم علينا قبل الإسلام بسنوات فحل بين أظهرنا ، والله ما رأينا رجلا قط يصلي الخمس أفضل منه ، فأقام عندنا ، فكنا إذا قحط المطر قلنا له : يا ابن الهيبان ، قم ، فاستسق لنا ، فيقول : لا ، والله حتى تقدموا بين يدي مخرجكم صدقة ، فيقولون : كم ؟ فيقول : صاعا تمرا ، ومدا من شعير عن كل إنسان ، قال : فنخرجها ، فيخرج بنا إلى ظاهر حرتنا ، فيستسقي لنا ، فوالله ما يبرح من مجلسه حتى يمر السحاب السراح سائلة ، ونسقى به ، ففعل ذلك غير مرة ولا مرتين ولا ثلاثا : ثم حضرته الوفاة ، فلما عرف أنه ميت قال : يا معشر يهود ، ما ترونه أخرجني من [ ص: 82 ] أرض الخمر والخمير إلى أرض الجوع والبؤس ؟ قال : قلنا : الله أعلم ، قال : فإني قدمت إلى هذا البلد لتوكف خروج نبي قد أظل زمانه ، هذه البلدة مهاجره ، فكنت أرجو أن يبعث فأتبعه ، وقد أظلكم زمانه ، فلا يسبقنكم إليه يا معاشر اليهود أحد ، فإنه يبعث بسفك الدماء ، وسبي الذراري والنساء ممن خالفه ، فلا يمنعكم ذلك منه .
فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاصر بني قريظة ، قال هؤلاء الفتية ، وكانوا شبابا أحداثا : يا بني قريظة ، والله إنه للنبي الذي عهد إليكم ابن الهيبان ، فقالوا : ليس به ، قالوا : بلى ، والله إنه لهو بصفته ، ونزلوا وأسلموا ، فأحرزوا دماءهم وأموالهم وأهليهم " . " هل تدري ما كان علامة إسلام