145 - وعن " قتادة : وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ، قال : إله يعبد في السماء وإله يعبد في الأرض " .
قال الشيخ : فقد ذكرت في هذا الباب من أمر العرش ما نزل به القرآن ، وصحت بروايته الآثار ، وأجمع عليه فقهاء الأمصار وعلماء الأمة من السلف والخلف ، الذين جعلهم الله هداة للمستبصرين وقدوة في الدين ، وجعل ذكرهم أنسا لقلوب المؤمنين ، وليعلم ذلك ويتمسك به من أحب الله خيره ، وأن يستنقذه من حبائل الشيطان ، ويفكه من فخوخ الملحدة الجاحدين الذين زاغت قلوبهم فاستهوتهم الشياطين ، الذين خطئ بهم طريق الرشاد ، وحرموا التوفيق والسداد ، ففنيت أعمارهم ، وانقطعت آمالهم بالخصومة في ربهم ، والمحاربة في إلههم ، يقولون في الله وفي كتابه بغير علم ، تعالى الله عما يقوله الضالون علوا كبيرا [ ص: 192 ] .
فليحذر امرؤ أن يكون معهم أو خدنا لهم ، فإنه قد رويت فيهم أخبار وآثار ، وتكلم العلماء فيهم بما قد رأيناه وشاهدناه .