170 - حدثنا الوليد بن أبان ، نا نا إسحاق بن إبراهيم ، سعد بن الصلت ، وابن بكار ، قالا : نا عن عمر بن ذر ، عن مجاهد ، قال : أبي هريرة ، فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ، ما أسأله عنها إلا ليستتبعني ، فمر ولم يفعل ، ثم مر أبو بكر ، فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ، ما أسأله عنها إلا ليستتبعني ، فمر ولم يفعل ، ثم مر عمر أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ، فعرف ما في نفسي ، وما في وجهي ، فتبسم وقال : الحق ، فاتبعته ، فدخل ، فاستأذنت ، فأذن لي ، فوجد لبنا في قدح ، فقال لأهله : أنى لكم هذا اللبن ؟ قالوا : أهداه لك فلان فقال : يا أبا هر انطلق إلى أهل الصفة ، فادعهم لي . قال : فأحزنني ذلك ، وأهل الصفة أضياف الإسلام ، لا يأوون إلى أهل ، ولا مال ، إذا جاءته صدقة أرسل بها إليهم ، ولم يرزأ منها شيئا ، وإذا جاءته هدية أرسل إليهم فأشركهم فيها ، فأصاب منها ، قال : فأحزنني إرساله إياي ، وقلت : أرجو أن أشرب من هذا اللبن شربة أتغذى بها ، فما يغني عني هذا اللبن في أهل الصفة ، وأنا الرسول فإذا جاؤوا أمرني فكنت أنا أعاطيهم ولم يكن من طاعة الله عز وجل وطاعة رسوله بد ، فانطلقت إليهم فدعوتهم فأقبلوا ، فاستأذنوا ، فأذن لهم فأخذوا مجالسهم من البيت ، وقال : أبا هر ، قلت لبيك يا رسول الله ، قال : قم فأعطهم ، فآخذ القدح فأعطي الرجل حتى يروى ، ثم يرده إلي حتى روي جميع القوم فانتهت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذ القدح ، فوضعه على يديه ، ثم رفع رأسه فنظر إلي فتبسم ، وقال : اقعد ، فقعدت ، فشربت ، وقال : اشرب ، فشربت وقال : اشرب فما زال يقول : اشرب ، [ ص: 458 ] اشرب ، حتى قلت : والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا قال : فأرني ، فرددت إليه الإناء ، فحمد الله عز وجل وشرب منه . أبا هر ، والله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ، وإن كنت لأعتمد بيدي على الأرض من الجوع ، ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون فيه ، فمر بي [ ص: 459 ]
[ ص: 460 ] [ ص: 461 ]