169 - حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن إدريس ، نا الفضل بن شاذان ، نا محمد بن عمرو زنيج أبو زهير ، نا الحجاج بن أبي عثمان الصواف ، عن عن أبي الزبير ، قال : جابر ، بأبي وأمي يا رسول الله ، قال : ما شأنك ؟ قلت : أعيى ناضحي ، فقال : أمعك عصا ؟ قلت : نعم ، فضربه ، ثم بعثه ، ثم أناخه ، ووطئ على ذراعه ، وقال : اركب ، فركبت ، فسايرته ، فجعل جملي يسبقه ، فاستغفر لي تلك الليلة خمسا وعشرين مرة ، فقال لي : ما ترك جابر ، من الولد ؟ يعني أباه ، قلت سبع نسوة ، قال : أترك عليه دينا ؟ قلت : نعم ، قال : فإذا قدمت عبد الله المدينة فقاطعهم ، فإن أبوا فإذا حضر جذاذ نخلكم فآذني ، وقال لي : هل تزوجت ؟ قلت : نعم ، قال : ممن ؟ قلت : بفلانة بنت فلان ، بأيم كانت بالمدينة ، قال : فهلا فتاة تلاعبها وتلاعبك ؟ قلت : يا رسول الله كن عندي نسوة خرق ، يعني أخواته ، فكرهت أن آتيهن بامرأة خرقاء ، فقلت : هذه أجمع لأمري ، قال : فقد أصبت ورشدت ، فقال : بكم اشتريت جملك ؟ قلت : بخمس أواق من ذهب ، قال : قد أخذناه ، فلما قدم المدينة أتيته بالجمل فقال يا أعطه خمس أوراق من ذهب ، يستعين بها في دين بلال وزده ثلاثا واردد عليه جمله ، قال : هل قاطعت غرماء عبد الله ، قلت : لا يا رسول الله ، قال : أترك وفاء ؟ قلت : لا ، قال : لا عليك ، إذا حضر جذاذ نخلكم فآذني ، فآذنته ، فجاء [ ص: 455 ] فدعا لنا فجذذنا فاستوفى كل غريم ما كان يطلب تمرا ، وفاء وبقي لنا ما كنا نجذ وأكثر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ارفعوا ولا تكيلوا ، فرفعنا ، فأكلنا منه زمانا . عبد الله ؟ غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى وعشرين غزوة بنفسه ، شهدت منها تسع عشرة ، غبت عن اثنتين ، فبينا أنا معه في بعض غزواته ، إذ أعيى ناضحي تحت الليل فبرك ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخرنا ، في أخريات الناس ، فيزجي الضعيف ، ويردف ، ويدعو لهم ، فانتهى إلي وأنا أقول : يالهف أمتاه وما زال لنا ناضح سوء فقال : من هذا ؟ قلت : أنا [ ص: 456 ]
[ ص: 457 ]