690 \ ج - وكان مما كتب (إليه أن أمان مالك بن أنس : أهل) قبرس قد كان قديما متظاهرا من الولاة فهم يرون أن (أمانهم) وإقرارهم على حالهم ذل وصغار لهم ، وقوة للمسلمين عليهم ، لما يأخذون من جزيتهم ويصيبون بهم من الفرصة على عدوهم فلم أجد أحدا من الولاة نقض صلحهم ولا أخرجهم من (مكانهم) وأنا أرى [ ص: 424 ] أن لا تعجل نقض عهدهم ومنابذتهم حتى تعذر إليهم ، وتوجه الحجة عليهم فإن الله - تبارك وتعالى - يقول فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم ) فإن لم يستقيموا بعد ذلك ويتركوا غشهم ، ورأيت أن الغدر يأتي من قبلهم ، أوقعت بهم عند ذلك فكان بعد الإعذار إليهم ، فكان أقوى لك عليهم وأقرب من النصر لك ، والخزي لهم إن شاء الله . (