1153 - حدثنا حدثني أبي ، حدثنا عبد الله ، إسماعيل بن إبراهيم بن علية ، أخبرني عن سليمان بن المغيرة ، قال : كان منا رجل يقال له حميد بن هلال الأسود بن كلثوم ، وكان إذا مشى لا يجاوز بصره قدمه ، وكان يمر وفي الجدر يومئذ قصر بالنسوة ولعل إحداهن تكون واضعا يعني ثوبها أو خمارها فإذا رأينه راعهن ثم يقلن : كلا إنه أسود بن كلثوم فلما قرب غازيا قال : اللهم إن نفسي هذه تزعم في الرخاء أنها تحب لقاءك فإن كانت صادقة فارزقها ذلك وإن كانت كارهة .
قال إسماعيل : فاحملها عليه ، وقال مرة : فارزقها ذلك وإن كرهت ، وأطعم لحمي سباعا وطيرا فانطلق في جبل فدخلوا حائطا فنذر بهم العدو ، فجاؤوا فأخذوا بثلمة في الحائط فنزل الأسود عن فرس فضربها حتى غارت فخرجت وأتى الماء ثم توضأ وصلى قال : يقول العجم : هكذا استسلام العرب إذا استسلموا ثم تقدم فقاتل حتى قتل رحمه الله قال : فمر عظم الجيش بعد ذلك بذلك الحائط ، فقيل لأخيه : لو دخلت فنظرت ما بقي من عظام أخيك ولحمه قال : لا دعا أخي بدعاء فأستجيب له فلست أعرض في شيء من ذلك " .