الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          معلومات الكتاب

          الإحكام في أصول الأحكام

          الآمدي - علي بن محمد الآمدي

          [ ص: 66 ] النوع الرابع المفهوم

          ولا بد من النظر في معناه وأصنافه قبل الحجاج في نفيه وإثباته ، أما معناه ، فاعلم أن المفهوم مقابل للمنطوق ، والمنطوق أصل للمفهوم ، فلا بد من تحقيقه أولا ، ثم العود إلى تحقيق معنى المفهوم ثانيا .

          فنقول أما المنطوق ، فقد قال بعضهم : " هو ما فهم من اللفظ في محل النطق " ، وليس بصحيح ، فإن الأحكام المضمرة في دلالة الاقتضاء مفهومة من اللفظ في محل النطق ، ولا يقال لشيء من ذلك منطوق اللفظ ، فالواجب أن يقال : " المنطوق ما فهم من دلالة اللفظ قطعا في محل النطق "

          وذلك كما في وجوب الزكاة المفهوم من قوله - صلى الله عليه وسلم - : " في الغنم السائمة زكاة " وكتحريم التأفيف للوالدين من قوله تعالى : ( فلا تقل لهما أف ) إلى نظائره .

          وأما المفهوم " فهو ما فهم من اللفظ في غير محل النطق " ، والمنطوق وإن كان مفهوما من اللفظ ، غير أنه لما كان مفهوما من دلالة اللفظ نطقا خص باسم المنطوق ، وبقي ما عداه معرفا بالمعنى العام المشترك ، تمييزا بين الأمرين .

          التالي السابق


          الخدمات العلمية