الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          معلومات الكتاب

          الإحكام في أصول الأحكام

          الآمدي - علي بن محمد الآمدي

          المسألة الرابعة

          ومن التأويلات البعيدة قول أصحاب أبي حنيفة في قوله - صلى الله عليه وسلم - : " لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل " إن المراد به صوم القضاء والنذر من حيث [1] إن الصوم نكرة وقد دخل عليه حرف النفي فكان ظاهره العموم في كل صوم .

          والمتبادر إلى الفهم من لفظ الصوم إنما هو الصوم الأصلي المتخاطب به في اللغات وهو الفرض والتطوع[2] دون ما وجوبه بعارض ، ووقوعه نادر : وهو القضاء والنذر .

          ولا يخفى أن إطلاق ما هو قوي في العموم وإرادة ما هو العارض البعيد النادر ، وإخراج الأصل الغالب منه إلغاز في القول .

          ولهذا فإنه لو قال السيد لعبده : " من دخل داري من أقاربي أكرمه " وقال : " إنما أردت قرابة السبب دون النسب أو ذوات الأرحام البعيدة دون العصبات القريبة " كان قوله منكرا مستبعدا ، لكنه مع ذلك لا ينتهض في البعد إلى بعد التأويل في حمل الخبر السابق على الأمة والمكاتبة .

          التالي السابق


          الخدمات العلمية