4008 - أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري ، أنا جدي عبد الصمد بن عبد الرحمن البزار، أنا محمد بن زكريا العذافري ، [ ص: 209 ] نا ، نا إسحاق الدبري ، أنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ، قال: شهر بن حوشب يزيد بن معاوية ، قال: قلت لو خرجت إلى الشام فتنحيت من شر هذه البيعة، قال: فخرجت حتى قدمت الشام ، فأخبرت بمقام يقومه نوف، فجئته فبينا أنا عنده، إذ جاءه رجل فاسد العينين عليه خميصة، وإذا هو ، فلما رآه عبد الله بن عمرو بن العاص نوف، أمسك عن الحديث، فقال له حدث بما كنت تحدث به، فقال: أنت أحق بالحديث مني، أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال عبد الله : إن هؤلاء منعونا عن الحديث، يعني الأمراء، قال: أعزم عليك إلا حدثتنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنها ستكون هجرة بعد هجرة، فخيار الناس إلى مهاجر عبد الله إبراهيم لا يبقى في الأرض إلا شرار أهلها، تلفظهم أرضوهم، تقذرهم نفس الله، تحشرهم النار مع القردة والخنازير، تبيت معهم إذا باتوا، وتقيل معهم إذا قالوا، وتأكل من تخلف"، قال: وسمعت [ ص: 210 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لما جاءتنا بيعة " سيخرج ناس من قبل المشرق يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم كلما خرج منهم قرن قطع، كلما خرج منهم قرن قطع، كلما خرج منهم قرن قطع، حتى عدها زيادة على عشر مرات، كلما خرج منهم قرن قطع، حتى يخرج الدجال في نفسهم".
قال : قوله: "ستكون هجرة بعد هجرة"، فالهجرة الثابتة هي الهجرة إلى الخطابي الشام يرغب فيها خيار الناس، وقوله: "تقذرهم نفس الله"، تأويله: أن الله يكره خروجهم إليها ومقامهم بها، فلا يوفقهم لذلك، فصاروا بالرد كالشيء يقذره نفس الإنسان فلا يقبله، وهذا مثل قوله سبحانه وتعالى: ( ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم ) .