3739 - أخبرنا ، أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي نا محمد بن يوسف، ، نا محمد بن إسماعيل نا عبد العزيز بن عبد الله، ، حدثني إبراهيم بن سعد الزهري عن صالح بن كيسان، ، عن ابن شهاب أنه قال: سهل بن سعد الساعدي، جالسا في المسجد، فأقبلت حتى جلست إلى جنبه، فأخبرنا أن مروان بن الحكم أخبره، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى عليه: ( زيد بن ثابت لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله ) قال فجاءه ابن أم مكتوم وهو يمليها علي، فقال: يا رسول الله، لو أستطيع الجهاد لجاهدت، وكان رجلا أعمى، فأنزل الله على رسوله، وفخذه على فخذي، فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي، ثم سري عنه، فأنزل الله سبحانه وتعالى ( غير أولي الضرر ) ". رأيت [ ص: 324 ] .
هذا حديث صحيح.
قلت: الوحي من الله عز وجل على أنبيائه أنواع كما قال الله تعالى: ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء ) ، قال بعض أهل التفسير: الوحي الأول ما أراهم في المنام.
قال عبيد بن عمير: رؤيا الأنبياء وحي، وقرأ: ( إني أرى في المنام أني أذبحك ) ، وقال غير واحد من أهل التفسير: وقوله: ( أو من وراء حجاب ) فكما كلم موسى عليه السلام من وراء حجاب حتى قال: ( أرني أنظر إليك ) ، وقوله: ( أو يرسل رسولا ) ، فهو إرساله الروح الأمين، كما قال عز وجل: ( نزل به الروح الأمين على قلبك ) .
وقد كان لنبينا جميع هذه الأنواع، فقال الله عز وجل في رؤياه: ( لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق ) .
وقالت رضي الله عنها: عائشة أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت به مثل فلق الصبح.
وقال في الكلام: ( فأوحى إلى عبده ما أوحى ) ، وفرض عليه ليلة المعراج خمسين صلاة، وقال في إرسال جبريل عليه السلام: ( نزل به الروح الأمين على قلبك ) ، وقال: ( من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله ) ، وفي الحديث " إن الروح الأمين نفث في [ ص: 325 ] روعي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها، فأجملوا في الطلب ".
ومنه ما يكلمه الملك بأمر الله تكليما، ومنه ما يأتيه فيلقي في روعه، ومن الوحي ما كان سرا بين الله ورسوله، فلم يحدث به أحدا، ومنه ما حدث به الناس، وذلك على نوعين: فمنه ما كان مأمورا بكتبه قرآنا، ومنه ما لم يكن مأمورا بكتبه قرآنا، فلم يكن من القرآن، ويحكى عن ومن الوحي ما يأتي به جبريل، ومنه ما يأتي به غيره من الملائكة، معنى هذا. الزهري