3471 - حدثنا أبو الفضل زياد بن محمد الحنفي ، أنا أبو الحسين محمد بن بشر بن محمد المزني ، نا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان، ببغداد، نا الحسن بن مكرم بن حسان البزاز ، نا ، أنا يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو، [ ص: 57 ] عن أبي سلمة، ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبي هريرة "الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف".
هذا حديث متفق على صحته، أخرجه من رواية محمد وأخرجه عائشة، من رواية مسلم، يزيد بن الأصم، وأبي صالح، عن . أبي هريرة
وقال عبد الله بن مسعود: " الأرواح جنود مجندة تلاقى، فتشام كما تشام الخيل، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف ".
وفي الحديث بيان أن وأنها مخلوقة على الائتلاف والاختلاف، كالجنود المجندة إذا تقابلت وتواجهت، وذلك على ما جعلها الله عليه من السعادة والشقاوة، ثم الأجساد التي فيها الأرواح تلتقي في الدنيا، فتأتلف وتختلف على حسب ما جعلت عليه من التشاكل والتناكر في بدء الخلق، فترى البر الخير يحب مثله، والفاجر يألف شكله، وينفر كل عن ضده. الأرواح خلقت قبل الأجساد،
وفيه دليل على أن أنها قد كانت موجودة قبل الأجساد، وأنها تبقى بعد فناء الأجساد، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الشهداء: الأرواح ليست بأعراض، [ ص: 58 ] . " أن أرواحهم في جوف طير خضر، تسرح من الجنة حيث شاءت ".