136 - أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الصمد الترابي المعروف بأبي [ ص: 291 ] بكر بن أبي الهيثم، أنا الحاكم أبو الفضل محمد بن الحسين بن محمد الحدادي، في سنة أربع وثمانين وثلاث مائة، أنا أبو يزيد محمد بن يحيى بن خالد، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، نا عن عيسى بن يونس، الأفريقي، وهو عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عبد الرحمن بن رافع، عن أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: عبد الله بن عمرو، " العلم ثلاثة: آية محكمة، وسنة قائمة، وفريضة عادلة، وما كان سوى ذلك فهو فضل ".
قال : في هذا حث على أبو سليمان الخطابي والآية المحكمة هي كتاب الله، واشترط فيها الإحكام، لأن من الآي ما هو منسوخ لا يعمل به، وإنما يعمل بناسخه. تعلم الفرائض،
والسنة القائمة هي الثابتة مما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من السنن المروية.
وقوله: "فريضة عادلة" فإنه يحتمل وجهين من التأويل: أحدهما: أن يكون من العدل في القسمة، فتكون معدلة على السهام والأنصباء المذكورة في الكتاب والسنة، والوجه الآخر: أن تكون [ ص: 292 ] مستنبطة من الكتاب والسنة ومن معناهما، فتكون هذه الفريضة تعدل بما أخذ من الكتاب والسنة إذ كانت في معنى ما أخذ عنهما نصا، والله أعلم.
قال لا تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوها كثيرة، ولن تفقه كل الفقه حتى تمقت الناس في ذات الله، ثم تقبل على نفسك فتكون لها أشد مقتا منك للناس. أبو الدرداء:
قال مالك: يقسي القلب، ويورث الضغن". [ ص: 293 ] . "المراء في العلم