باب فضل العلم.
قال الله سبحانه وتعالى: ( والذين أوتوا العلم درجات ) ، وقال الله عز وجل: ( وعلمك ما لم تكن تعلم ) ، وقال الله تعالى: ( نرفع درجات من نشاء ) ، قال "بالعلم"، قيل له: من حدثك؟ قال: "زعم ذلك مالك: زيد بن أسلم".
وقال الله سبحانه وتعالى: ( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ) ، وقال الله عز وجل: ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) .
127 - أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الإسفراييني، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، نا الحسن بن علي بن عفان العامري، نا نا عبد الله بن نمير، عن الأعمش، عن أبي صالح، [ ص: 273 ] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبي هريرة، "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب الآخرة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يبتغي فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في مسجد من مساجد الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفت بهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه".
هذا حديث صحيح، أخرجه عن مسلم، عن يحيى بن يحيى، عن أبي معاوية، . الأعمش
قوله: "نفس عن مؤمن" أي: فرج عنه، يقال: نفس ينفس تنفيسا ونفسا، كما يقال: فرح يفرح تفريحا وفرحا.
قوله: "بطأ به عمله" بتشديد الطاء، وأبطأ بمعنى، وهو ضد الإسراع. [ ص: 274 ] .
أخبرنا أنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان، نا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار، نا نا حميد بن زنجويه، محاضر بن المورع، عن رضي الله عنه، بهذا الإسناد مثل معناه. الأعمش
وزاد: "ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة".
قوله: "حفت بهم الملائكة" أي: أحاطوا بهم، ومنه قوله: ( وترى الملائكة حافين من حول العرش ) أي: محدقين به، وقوله سبحانه وتعالى: ( وحففناهما بنخل ) أي: جعلنا النخل مطيفا بهما.