[جماع] أبواب النيات في الطلاق
ذكر الطلاق بالنية والعزم في النفس من غير منطق به
اختلف أهل العلم في الرجل يعزم على طلاق المرأة، ويطلقها في نفسه.
فقال كثير من أهل العلم: ليس بشيء، كذلك قال عطاء بن أبي رباح، وجابر بن زيد، وسعيد بن جبير، وروي ذلك عن وقتادة، القاسم، وسالم، والشعبي، والحسن، وبه قال يحيى بن أبي كثير، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وحكي ذلك عن الثوري، والنعمان.
وقال في رجل طلق امرأته في نفسه: أليس في علم الله عز وجل؟! وكان محمد بن سيرين يقول: إذا عزم على ذلك فقد طلقت، لفظ به أو لم يلفظ به، وإن كان إنما هو وسوسة الشيطان فليس بشيء. [ ص: 202 ] الزهري
وسئل مالك عن رجل طلق امرأته في نفسه ولم ينطق به لسانه، أتراه طلاقا، فقال: نعم في رأيي، وما هو بوجه الطلاق.
قال وأحسب أن أبو بكر: مالكا قد اختلف عنه في هذه المسألة، ولم أر أحدا حكى عنه هذا الذي ذكرته غير أشهب.
قال وبالقول الأول أقول، وذلك لحديث أبو بكر: . أبي هريرة
7685 - حدثنا يحيى بن محمد، حدثنا مسدد، حدثنا عن أبو عوانة، عن قتادة، زرارة، عن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أبي هريرة، "إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا به أو [يعملوا]".
قال وإنما جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - الأعمال مقرونة بالنيات، ولو كان حكم من أضمر في نفسه شيئا حكم المتكلم كان من حدث نفسه في الصلاة بشيء [متكلما] ، ففي إجماعهم على أن ذلك ليس بكلام مع الحديث الذي روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: أبو بكر: "من صلى صلاة لا يحدث نفسه فيها فله كذا" دليل على أن حديث النفس لا يقوم مقام الكلام، وقد أجمعوا على أن من حدث نفسه بالقذف غير قاذف، والجواب أن الإيلاء والظهار كذلك. [ ص: 203 ]