[ ص: 539 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، قال: حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الوارث ح، وأخبرنا أبو عبد الله، قال: حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه قال: أخبرنا إسماعيل بن قتيبة، قال: حدثنا قال: أخبرنا يحيى بن يحيى قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد، عن أبو التياح، أنس بن مالك قال: المدينة في حي يقال لهم: بنو عمرو بن عوف، فأقام فيهم أربع عشرة ليلة، ثم أرسل إلى ملأ بني النجار، فجاؤوا متقلدي سيوفهم.
قال أنس: فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته وأبو بكر ردفه، وملأ بني النجار حوله حتى ألقى بفناء أبي أيوب، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حيث أدركته الصلاة، ويصلي في مرابض الغنم، ثم إنه أمر بالمسجد فأرسل إلى ملأ بني النجار فجاؤوا، فقال: ، قالوا: لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله. "يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا"
قال فقال أنس: فكان فيه ما أقول لكم؛ كان فيه قبور المشركين، وكان فيه خرب، وكان فيه نخل، فأمر رسول [ ص: 540 ] الله صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت وبالخرب فسويت، وبالنخل فقطع، فصفوا النخل قبلة له، وجعلوا عضادتيه حجارة، وجعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم ويقولون: "اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة، فانصر الأنصار والمهاجرة" رواه لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة نزل في علو البخاري في الصحيح عن مسدد، ورواه مسلم عن أخبرنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أبو بكر محمد بن بكر بن داسة التمار بالبصرة، قال: حدثنا قال: حدثنا أبو داود السجستاني، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، عن حماد هو ابن سلمة، عن أبي التياح، أنس بن مالك قال "
فقطع النخل، وسوى الحرث، ونبش قبور المشركين قال: وساق الحديث.
وقال: فاغفر مكان: فانصر. كان موضع المسجد حائطا لبني النجار فيه حرث ونخل وقبور المشركين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثامنوني به" ، فقالوا: لا نبغي.
قال موسى: حدثنا عبد الوارث بنحوه، وكان عبد الوارث يقول: خرب، وزعم عبد الوارث أنه أفاد حمادا هذا الحديث.