أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، محمد بن إسحاق قال: حدثني نافع، عن عن أبيه عبد الله بن عمر، قال: " عمر بن الخطاب وعياش بن أبي ربيعة، وهشام بن العاص بن وائل، وقلنا: الميعاد بيننا التناضب من إضاة بني غفار، فمن أصبح [ ص: 462 ] منكم لم يأتها فقد حبس فليمض صاحباه، فأصبحت عندها أنا لما أجمعنا الهجرة أقعدت أنا وعياش بن أبي ربيعة وحبس عنا هشام، وفتن فافتتن، وقدمنا المدينة فكنا نقول: ما الله بقابل من هؤلاء توبة: عرفوا الله، وآمنوا به، وصدقوا رسوله، ثم رجعوا عن ذلك لبلاء أصابهم من الدنيا، وكانوا يقولونه لأنفسهم.
فأنزل الله عز وجل فيهم: " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله " الآية.
قال عمر: فكتبتها بيدي كتابا، ثم بعثت بها إلى هشام، فقال هشام بن العاص: فلما قدمت علي خرجت بها إلى ذي طوى فجعلت أصعد بها وأصوب لأفهمها، فقلت: اللهم فهمنيها فعرفت إنما نزلت فينا، كما كنا نقول في أنفسنا، ويقال: فينا، فرجعت فجلست على بعيري، فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل هشام شهيدا بأجنادين في ولاية أبي بكر رضي الله عنه ".