أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب المفسر، من أصل سماعه [ ص: 249 ] قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار الأصبهاني قراءة عليه، قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن موسى الحمار الكوفي بالكوفة، قال: حدثنا زياد بن يزيد بن باروية أبو بكر القصري، قال: حدثنا محمد بن تراس الكوفي، قال: حدثنا عن أبو بكر بن عياش، أبي إسحاق، عن البراء قال: رضي الله عنه، يخطب الناس على منبر النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: أيها الناس" أفيكم سواد بن قارب؟ قال: فلم يجبه أحد تلك السنة، فلما كانت السنة المقبلة قال: أيها الناس، أفيكم عمر بن الخطاب سواد بن قارب؟ قال: فقلت: يا أمير المؤمنين، وما سواد بن قارب؟ قال: إن سواد بن قارب كان بدء إسلامه شيئا عجيبا.
قال: فبينا نحن كذلك، إذ طلع سواد بن قارب , قال: فقال له عمر [ ص: 250 ] : يا سواد حدثنا ببدء إسلامك كيف كان؟ قال سواد: فإني كنت نازلا بالهند، وكان لي رئي من الجن.
قال: فبينا أنا ذات ليلة نائم، إذ جاءني في منامي ذلك قال: قم فافهم واعقل إن كنت تعقل، قد بعث رسول من لؤي بن غالب، ثم أنشأ يقول:
عجبت للجن وأنجاسها وشدها العيس بأحلاسها تهوي إلى مكة تبغي الهدى
ما مؤمنوها مثل أرجاسها فانهض إلى الصفوة من هاشم،
واسم بعينيك إلى راسها
فلما كان في الليلة الثانية أتاني، فأنبهني , ثم أنشأ يقول كذلك:
عجبت للجن وتطلابها وشدها العيس بأقتابها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى ليس قداماها كأذنابها
فانهض إلى الصفوة من هاشم واسم بعينيك إلى نابها،
عجبت للجن وتخبارها وشدها العيس بأكوارها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى ليس ذوو الشر كأخيارها
فانهض إلى الصفوة من هاشم ما مؤمنو الجن ككفارها
أتاني رئي بعد ليل وهجعة ولم يك فيما قد بلوت بكاذب
ثلاث ليال قوله كل ليلة أتاك رسول من لؤي بن غالب
فشمرت عن ساقي الإزار ووسطت بي الذعلب الوجناء عند السباسب
فأشهد أن الله لا شيء غيره وأنك مأمون على كل غايب
وأنك أدنى المرسلين شفاعة إلى الله يابن الأكرمين الأطايب
فمرنا بما يأتيك يا خير من مشى وإن كان فيما جاء شيب الذوايب
وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة سواك بمغن عن سواد بن قارب
فقال له عمر: هل يأتيك رئيك الآن؟ فقال: منذ قرأت القرآن لم يأتني، ونعم العوض كتاب الله عز وجل من الجن. بينما
هكذا روي هذا الحديث بهذا الإسناد وروي من وجهين آخرين [ ص: 252 ] ، أحدهما ما حدثنا قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي إسماعيل بن أحمد الخلالي، ومحمد بن عبد الله بن محمد بن صبيح الجوهري، وأحمد بن محمد بن مبارك الفقيه الهروي، وبشر بن أحمد الإسفراييني، واللفظ للهروي قال: أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي المعني الموصلي، قال: حدثنا يحيى بن حجر السامي، قال: حدثنا علي بن منصور الأنباري، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن الوقاصي، عن قال: محمد بن كعب القرظي عمر ذات يوم جالسا إذ مر به رجل، فقيل: أتعرف هذا المار؟ قال: ومن هذا؟ قالوا: هذا سواد بن قارب، فأرسل إليه عمر، فقال: أأنت سواد بن قارب؟ قال: نعم ,.
فقال: أأنت الذي أتاه رئيه بظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم , قال: فأنت على ما كنت عليه من كهانتك؟ فغضب، وقال: ما استقبلني بهذا أحد منذ أسلمت يا أمير المؤمنين.
فقال عمر: يا سبحان الله، ما كنا عليه من الشرك أعظم.
قال: فأخبرني بإتيانك رئيك بظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينا أنا ذات ليلة بين النائم واليقظان إذا أتاني رئيي فضربني برجله، فقال: قم يا سواد بن قارب اسمع مقالتي، واعقل إن كنت تعقل، إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله، وإلى عبادته، ثم أنشأ يقول: فذكر الأبيات بمعنى ما روينا في حديث البراء يزيد لفظا ويبدل لفظا بآخر، وزاد في آخره، ثم أنشأ عمر يقول: كنا يوما في حي من قريش يقال له: آل ذريح، وقد [ ص: 253 ] ذبحوا عجلا، والجزار يعالجه، إذ سمعنا صوتا من جوف العجل، وما نرى شيئا، وهو يقول: يا آل ذريح أمر نجيح، صائح يصيح، بلسان فصيح، يشهد أن لا إله إلا الله وكذلك رواه بينما أبو الحسن علي بن شيبان الموصلي، عن يحيى بن حجر السامي.
وأخبرنا أبو طاهر الفقيه قال: أخبرنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري، قال: حدثنا قال: أخبرنا محمد بن عبد الوهاب الفراء بشر بن حجر السامي بالبصرة في المسجد، قال: حدثنا علي بن منصور، قال: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن، عن فذكره بمعناه دون الزيادة في آخره، وكذلك روي عن رجل يقال له: محمد بن كعب القرظي، عن عمر بن الخطاب، بشر بن حجر السامي أبي حاتم.
والوجه الثاني ما أخبرنا قال: أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني قال: حدثنا أبو أحمد بن عدي الحافظ، الوليد بن حماد بن جابر بالرملة، قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، قال: حدثنا الحكم بن يعلى بن عطاء المحاربي، قال: حدثنا أبو معمر عباد بن عبد الصمد قال: سمعت يقول: أخبرني سعيد بن جبير سواد بن قارب قال: " سواد بن قارب أتاك رسول من لؤي بن غالب قال: فاستويت قاعدا وأدبر وهو يقول:
عجبت للجن وإرجاسها ورحلها العيس بأحلاسها.
تهوي إلى مكة تبغي الهدى ما صالحوها مثل أرجاسها
عجبت للجن وأخبارها ورحلها العيس بأكوارها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى ما مؤمنوها مثل كفارها
عجبت للجن وتطلابها ورحلها العيس بأقتابها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى ما صادقوها مثل كذابها
فارحل إلى الصفوة من هاشم واسم بعينيك إلى نابها