أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال أبو بكر بن إسحاق الفقيه، قال: بشر بن موسى، قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عمرو بن دينار قال: سمعت عكرمة، يقول: سمعت يقول: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: " أبا هريرة، سفيان: بعضها فوق بعض - قال: فيسمع الكلمة، فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة، فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا، كذا وكذا؟ للكلمة التي سمعت من السماء، فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء " إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا [ ص: 236 ] للذي قال: الحق وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترق السمع، ومسترقو السمع - هكذا بعضهم فوق بعض، ووصفرواه البخاري في الصحيح عن الحميدي.
محمد بن عبد الله الحافظ، قال: حدثنا قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثني أبي، قال: حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال: حدثني الأوزاعي عن ابن شهاب، عن علي بن حسين، قال: ابن عباس " فتخطف الجن السمع فيلقونه إلى أوليائهم ويرمون، فما جاؤوا به على وجهه فهو الحق، ولكنهم يقذفون فيه ويزيدون وفي رواية حدثني رجل من الأنصار أنهم بينا هم جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ رمي بنجم فاستنار، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما كنتم تقولون في الجاهلية إذا رمي بمثل هذا؟" قالوا: الله ورسوله أعلم، كنا نقول: ولد الليلة رجل عظيم ومات الليلة رجل عظيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنه لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته، ولكن [ ص: 237 ] ربنا عز وجل إذا قضى أمرا سبحت حملة العرش، ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح أهل السماء الدنيا، ثم يقول الذين يلون حملة العرش: ماذا قال ربكم؟ فيستخبر أهل السموات بعضهم بعضا حتى يبلغ الخبر أهل السماء الدنيا، عن يونس بن يزيد الزهري: ولكنهم يقرفون فيه " أي يزيدون أخرجه مسلم في الصحيح من حديث الوليد بن مسلم عن الأوزاعي، ورواه محمد بن إسحاق بن يسار عن الزهري، فقال في آخره: ثم إن الله عز وجل حجب الشياطين عن السمع بهذه النجوم فانقطعت الكهنة فلا كهانة.
ورواه معمر عن الزهري، وقال في آخره: قال: فقلت للزهري: أو كان يرمى به في الجاهلية؟ فقال: نعم ,.
قلت: يقول الله عز وجل: وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا [ ص: 238 ] قال: غلظت واشتد أمرها حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم أخبرناه أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم بن الفضل، قال: حدثنا قال: حدثنا أحمد بن سلمة، إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عن عبد الرزاق، معمر، عن الزهري، عن عن علي بن حسين، قال: ابن عباس فذكر معنى حديث فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه جالس إذ رمي بنجم فاستنار، ثم ذكر الأوزاعي، معمر للزهري، وهذا يوافق ظاهر الكتاب، لأنه قال خبرا عن الجن وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا فأخبرت الجن أنه زيد في حراسة السماء وشهبها حتى امتلأت منها ومنهم فذلك دليل على أنه كان قبل ذلك فيها حراس وشهب معدة معهم والشهاب في لسان العرب النار المتوقدة.
فأما الحديث الذي أخبرنا قال: أخبرنا أبو عمرو الأديب قال: أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي قال: حدثنا أبو يعلى، قال: حدثنا شيبان بن فروخ، عن أبو عوانة، أبي بشر، عن عن سعيد بن جبير، قال: " ابن عباس
انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه، فرجعت الشياطين إلى قومهم، فقالوا: ما لكم؟ قالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب، قالوا: ما ذاك إلا من شيء [ ص: 239 ] حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها، فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة وهو بنخل عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له، وقالوا: هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء فرجعوا إلى قومهم، وقالوا: يا قومنا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا فأوحى الله تعالى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم: قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن " ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن وما رآهم. رواه مسلم في الصحيح عن شيبان بن فروخ.
ورواه البخاري عن مسدد وغيره فقد ذكرنا أن ذلك في أول ما علموا به.
وأما قولهم: حيل بيننا وبين خبر السماء، فإنما أرادوا بما زيد في الحراس والشهب.
وهكذا ما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن أبيه، عن يونس بن عمرو، عن سعيد بن جبير، قال: ابن عباس " إن فيجد أهل الأرض تلك الكلمة حقا والتسع باطلا، فلم يزالوا كذلك حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم فمنعوا تلك المقاعد، فذكروا ذلك لإبليس، فقال: لقد حدث في الأرض حدث فبعثهم، فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلوا القرآن بين جبلي نخل، قالوا: هذا والله لحدث، وإنهم ليرمون [ ص: 240 ] فإذا توارى النجم عنكم، فقد أدركه لا يخطئ أبدا لا يقتله يحرق وجهه، جنبه يده الشياطين كانوا يصعدون إلى السماء، فيستمعون الكلمة من الوحي، فيهبطون بها إلى الأرض، فيزيدون معها تسعا، ".