[ ص: 225 ] باب ذكر وما ظهر في ذلك من آيات المصطفى صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل إسلام الجن وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم وما بعدهما من الآيات.
وفي موضع آخر: إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب قال: حدثني يحيى بن محمد بن يحيى، وأخبرنا قالا: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، قال: حدثنا أحمد بن عبيد الصفار، قال: حدثنا إسماعيل القاضي، مسدد، قال: حدثنا عن أبو عوانة، أبي بشر [ ص: 226 ] ، عن عن سعيد بن جبير، قال: " ابن عباس
قالوا: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها وانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء.
فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها يبتغون ما هذا الذي حال بينهم وبين خبر السماء، فانصرف أولئك النفر الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة عامدا إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له، فقالوا: هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فهنالك حين رجعوا إلى قومهم، قالوا: يا قومنا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا فأنزل الله عز وجل على نبيه قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن، وإنما أوحي إليه قول الجن " ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن، وما رآهم، انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم، فقالوا: ما لكم؟ قالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب. [ ص: 227 ] رواه البخاري في الصحيح عن مسدد ورواه مسلم عن عن شيبان بن فروخ وهذا الذي حكاه أبي عوانة إنما هو في أول ما سمعت الجن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وعلمت بحاله، وفي ذلك الوقت لم يقرأ عليهم، ولم يرهم، كما حكاه، ثم أتاه داعي الجن مرة أخرى، فذهب معه، وقرأ عليهم القرآن، كما حكاه عبد الله بن عباس؛ , ورأى آثارهم وآثار نيرانهم والله أعلم. عبد الله بن مسعود
حفظ القصتين جميعا فرواهما. وعبد الله بن مسعود
[ ص: 228 ] أما (القصة الأولى) ففيما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا قال: أخبرنا أبو علي الحافظ قال: حدثنا عبدان الأهوازي، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، سفيان عن عاصم عن زر عن قال: " عبد الله وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا - الآية - إلى ضلال مبين ". هبطوا على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة فلما سمعوه، قالوا: أنصتوا، قالوا: صه، وكانوا سبعة أحدهم زوبعة، فأنزل الله تبارك وتعالى