وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا يونس، عن أظنه عن شيخ من أهل مضر عن ابن إسحاق، عكرمة، عن قال: قام ابن عباس النضر بن الحارث بن كلدة بن علقمة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، فقال: يا معشر قريش، إنه والله لقد نزل بكم أمر ما ابتليتم بمثله، لقد كان محمد فيكم غلاما حدثا أرضاكم فيكم وأصدقكم حديثا، وأعظمكم أمانة حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب، وجاءكم بما جاءكم قلتم: ساحر.
لا والله ما هو بساحر، قد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم، وقلتم: كاهن لا والله ما هو بكاهن قد رأينا الكهنة وحالهم، وسمعنا سجعهم.
وقلتم: شاعر.
لا والله ما هو بشاعر: لقد رأينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها هزجه، ورجزه وقريضه، وقلتم: مجنون، ولا والله ما هو بمجنون لقد رأينا الجنون فما هو بخنقه ولا وسوسته ولا تخليطه، [ ص: 202 ] . يا معشر قريش انظروا في شأنكم، فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم
وكان النضر من شياطين قريش، وممن كان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وينصب له العداوة ".