فإن يك حقا يا خديجة فاعلمي حديثك إيانا فأحمد مرسل وجبريل يأتيه وميكال معهما
من الله وحي يشرح الصدر منزل يفوز به من فاز فيها بتوبة
ويشقى به العاتي الغوي المضلل فريقان منهم فرقة في جنانه
وأخرى بإخوان الجحيم تغلل إذا ما دعوا بالويل فيها تتابعت
مقامع في هاماتها , ثم تشعل فسبحان من تهوي الرياح بأمره
ومن هو في الأيام ما شاء يفعل ومن عرشه فوق السموات كلها
وأقضاؤه في خلقه لا تبدل
يا للرجال وصرف الدهر والقدر وما لشيء قضاه الله من غير
حتى خديجة تدعوني لأخبرها وما لها بخفي الغيب من خبر
جاءت لتسألني عنه لأخبرها أمرا أراه سيأتي الناس من أخر
[ ص: 151 ] فخبرتني بأمر قد سمعت به فيما مضى من قديم الدهر والعصر
بأن أحمد يأتيه فيخبره جبريل أنك مبعوث إلى البشر
فقلت عل الذي ترجين ينجزه لك الإله فرجي الخير وانتظري
وأرسليه إلينا كي نسائله عن أمره ما يرى في النوم والسهر
فقال حين أتانا منطقا عجبا يقف منه أعالي الجلد والشعر
إني رأيت أمين الله واجهني في صورة أكملت من أهيب الصور
ثم استمر فكاد الخوف يذعرني مما يسلم من حولي من الشجر
فقلت ظني وما أدري أيصدقني أن سوف تبعث تتلو منزل السور
وسوف أنبيك إن أعلنت دعوتهم من الجهاد بلا من ولا كدر"