أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر الفارسي، قال: حدثنا قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، أبو غسان محمد بن يحيى الكناني، قال: حدثني أبي، عن قال: كان ابن إسحاق يحدث , عن أبيه، , عن هشام بن عروة عائشة، قالت: " كان يهودي قد سكن مكة يتجر بها، فلما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال في مجلس من قريش: يا معشر قريش، هل ولد فيكم الليلة مولود؟ فقال القوم: والله ما نعلمه.
قال: الله أكبر؛ أما إذ أخطأكم فلا بأس؛ انظروا واحفظوا ما أقول لكم: بين كتفيه علامة فيها شعرات متواترات، كأنهن عرف فرس، لا يرضع ليلتين، وذلك أن عفريتا من الجن أدخل أصبعه في فمه فمنعه الرضاع فتصدع القوم من مجلسهم وهم يتعجبون من قوله وحديثه، فلما صاروا إلى منازلهم أخبر كل إنسان منهم أهله، فقالوا: لقد ولد ولد فيكم هذه الليلة نبي هذه الأمة الأخيرة، لعبد الله بن عبد المطلب غلام سموه محمدا.
فالتقى القوم فقالوا: هل سمعتم حديث هذا اليهودي؟ بلغكم مولد هذا الغلام؟ فانطلقوا حتى جاؤوا اليهودي فأخبروه الخبر.
قال: فاذهبوا معي حتى أنظر إليه، فخرجوا به حتى أدخلوه على آمنة، فقال: أخرجي إلينا ابنك، فأخرجته، وكشفوا له عن ظهره، فرأى تلك الشامة [ ص: 109 ] ، فوقع اليهودي مغشيا عليه، فلما أفاق قالوا: ويلك ما لك؟ قال: ذهبت والله النبوة من بني إسرائيل، أفرحتم به يا معشر قريش؟ أما والله ليسطون بكم سطوة يخرج خبرها من المشرق والمغرب.
وكان في النفر الذي قال لهم اليهودي ما قال: هشام، والوليد ابنا المغيرة، ومسافر بن أبي عمرو، وعبيدة بن الحارث، وعقبة بن ربيعة شاب فوق المحتلم في نفر من بني عبد مناف، وغيرهم من قريش " وكذلك رواه عن محمد بن يحيى الذهلي، أبي غسان محمد بن يحيى بن عبد الحميد الكناني.