[ ص: 290 ] باب ووجود صدقه في ما جاء في وعده من استعف بالإعفاف ومن استغنى بالإغناء، وغيره أبي سعيد الخدري
أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن أيوب الصبغي، حدثنا الحسن بن علي بن زياد التستري، حدثنا ، قال: حدثنا أخي، عن إسماعيل بن أبي أويس ، عن سليمان بن بلال سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن ، أنه قال: أصابنا جوع ما أصابنا مثله قط في جاهلية ولا إسلام، قالت لي أختي أبي سعيد الخدري فريعة: اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسله لنا فوالله لا يخيب سائله، لأنك منه بإحدى اثنتين إما أن يكون عنده فيعطيك، وإما أن لا يكون عنده فيقول أعينوا أخاكم فلم أكره ذلك، فلما دنوت من المسجد وهو يومئذ ليس له جدار سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إن هذا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فكان أول ما فهمت من قوله: "من يستعف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله" فقلت: ثكلتك أمك سعد بن مالك، والله لكأنك أردت بهذا، لا جرم والذي بعثك بالحق، لا أسألك شيئا بعدما سمعت منك، فجلست، فلما فرغ رجعت وفريعة تقبل وتدبر أقصى الآجام إلى بابه قد أدامها الجوع.
قال: فلما حصلت ببقيع الزبير أبصرت ليس معي شيء، فلما جئت قالت: ما لك؟ فوالله ما يخيب سائله، فأخبرتها بالذي سمعت منه، قالت: فسألته بعد ذلك؟ فقلت: لا، قالت: أحسنت، فلما كان من الغد فإني والله لأتعب نفسي تحت الأجم إذ وجدت من دراهم يهود فابتعنا به وأكلنا، ثم والله ما زال النبي [ ص: 291 ] صلى الله عليه وسلم محسنا.
ورواه هلال بن حصن، عن أبي سعيد إلا أنه قال: فرجعت فما سألت أحدا بعده شيئا فجاءت الدنيا، فما من أهل بيت من الأنصار أكثر أموالا منا.