[ ص: 293 ] باب أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه بأمر النبي صلى الله عليه وسلم سنة تسع، حجة بعد خروجه، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزول سورة براءة رضي الله عنه ليقرأها على الناس علي بن أبي طالب
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال: قال يونس بن بكير، " ابن إسحاق: ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم منصرفه من تبوك بقية رمضان وشوالا وذا القعدة، ثم بعث أبا بكر أميرا على الحج في سنة تسع، ليقيم للمسلمين حجهم، والناس من أهل الشرك على منازلهم من حجهم، فخرج ومن معه من المسلمين ونزلت براءة في نقض ما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشركين من العهد الذي كانوا عليه أبو بكر [ ص: 294 ] [ ص: 295 ] ، قال ابن إسحاق: فخرج على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم العضباء، حتى أدرك علي بن أبي طالب أبا بكر بالطريق فلما رآه قال: أمير أو مأمور؟ فقال: لا، بل مأمور. أبو بكر الصديق،
ثم مضيا، فأقام للناس حجهم، حتى إذا كان يوم النحر قال أبو بكر عند الجمرة فأذن في الناس بالذي أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أيها الناس إنه علي بن أبي طالب ولا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عهد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو له إلى مدته، وأجل الناس أربعة أشهر من يوم أذن فيهم ليرجع كل قوم إلى مأمنهم من بلادهم ثم لا عهد ولا ذمة، إلا أحدا كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فهو له مدته لا يدخل الجنة كافر، وهذا الذي ذكره محمد بن إسحاق في المغازي موجود في الأحاديث الموصولة.