وأما علي فأعف صاحبته، وعلمها شيئا من القرآن.
هوازن وسألهم عن مالك بن عوف ما فعل، فقالوا: هو وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لوفد بالطائف، فقال: "أخبروا مالكا أنه إن أتاني مسلما رددت إليه أهله وماله، وأعطيته مائة من الإبل" ، فأتي مالك بذلك فخرج إليه من الطائف، وقد كان مالك خاف من ثقيف على نفسه أن يعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ما قال فيحبسوه، فأمر براحلة له، فهيئت وأمر بفرس له فأتى به الطائف، فخرج ليلا فجلس على فرسه فركضه، حتى أتى راحلته حيث أمر بها فجلس عليها، ثم لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فأدركه بالجعرانة، أو بمكة، فرد عليه أهله وماله وأعطاه مائة من الإبل، فقال مالك بن عوف حين أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسلم:
ما إن رأيت ولا سمعت بمثله في الناس كلهم بمثل محمد أوفى وأعطى للجزيل إذا اجتدى
وإذا تشأ يخبرك عما في غد وإذا الكتيبة عردت أنيابها
أم العدا فيها بكل مهند [ ص: 199 ] فكأنه ليث لدى أشباله
وسط الهباءة وخادر في مرصد