أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، قال: ابن إسحاق، "أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسبايا والأموال فحبست بالجعرانة، ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل قريبا من الطائف، فضرب به عسكره، فقتل ناس من أصحابه بالنبل، وذلك أن العسكر اقترب من حائط الطائف، فكانت النبل تنالهم ولم يقدر المسلمون على أن يدخلوا حائطهم، فلما أصيب أولئك النفر ارتفع موضع عسكره عند مسجده الذي بالطائف اليوم، فحاصرهم بضعا وعشرين ليلة ومعه امرأتان من نسائه إحداهما أم سلمة بنت أبي أمية، فلما أسلمت ثقيف بنى على مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو أمية بن عمرو بن وهب مسجدا، وكان في ذلك المسجد سارية لا تطلع عليها الشمس يوما من الدهر فيما يذكرون إلا سمع لها نقيض".
[ ص: 159 ] وعن أبي إسحاق بن عبد الله بن المكدم الثقفي، قال: " الطائف خرج إليه رقيق من رقيقهم: حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل أبو بكرة وكان عبدا للحارث بن كلدة، والمنبعث، قال لما وكان اسمه ابن إسحاق: المضطجع، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبعث، قال: ويحنس، ووردان في رهط من رقيقهم، فأسلموا، فلما قدم وفد أهل الطائف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا، قالوا: يا رسول الله، رد علينا رقيقنا الذين أتوك، فقال: "لا، أولئك عتقاء الله" .
ورد على كل رجل ولاء عبده فجعله إليه ".