أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، قال: " فلما انهزم المشركون أتوا ابن إسحاق، الطائف، ومعهم مالك بن عوف، وعسكر بعضهم بأوطاس، وتوجه بعضهم نحو نخلة، ولم يكن فيمن توجه نخلة [ ص: 154 ] من ثقيف إلا بنو غيرة، فتبعت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم من سلك في نخلة من الناس ولم تتبع من سلك الثنايا، فأدرك ربيعة بن رفيع بن وهبان بن ثعلبة بن ربيعة بن يربوع بن عوف بن امرئ القيس وكان يقال له ابن لذعة، ولذعة أمه فغلبت على اسمه، أدرك دريد بن الصمة، فأخذ بخطام جمله وهو يظن أنه امرأة، وذلك أنه كان في شجار له، فإذا هو برجل، فأناخ به، فإذا هو شيخ كبير وإذا هو دريد ولا يعرفه الغلام، فقال دريد: ماذا تريد؟ قال: قتلك، قال: ومن أنت؟ قال: أنا ربيعة بن رفيع السلمي، قال: ثم ضربه بسيفه فلم يغن شيئا، فقال دريد: بئس ما سلحتك أمك، خذ سيفي هذا من مؤخر الشجار ثم اضرب به، وارفع عن العظام، وأخفض عن الدماغ، فإني كذلك كنت أقتل الرجال، وإذا أتيت أمك فأخبرها أنك قتلت دريد بن الصمة، فرب يوم والله قد منعت فيه نساءك، فقتله، فزعمت بنو سليم أن ربيعة، قال: لما ضربته ووقع تكشف وإذا عجانه وبطون فخذيه أبيض كالقرطاس من ركوب الخيل أعراء، فلما رجع ربيعة إلى أمه أخبرها بقتله إياه: فقالت: لقد أعتق أمهات لك.
قال وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثار من توجه إلى ابن إسحاق: أوطاس أبا عامر الأشعري فأدرك من الناس بعض من انهزم فناوشوه القتال فرمي بسهم فقتل وأخذ الراية وهو ابن عمه، فقاتلهم، ففتح عليه، فهزمهم الله، وزعموا أن أبو موسى الأشعري سلمة بن دريد هو الذي رمى بسهم فأصاب ركبته فقتله. أبا عامر
قال: حنين من المسلمين من واستشهد يوم قريش من بني هاشم: أيمن بن عبيد [ ص: 155 ] ومن بني أسد: عبد العزى يزيد بن زمعة بن الأسود بن المطلب جمح به فرس فقتل.
ومن الأنصار: سراقة بن الحارث بن عدي العجلاني، وأبو عامر الأشعري، ثم جمعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا حنين وأموالهم، وكان على الغنائم يوم حنين، مسعود بن عمرو، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسبايا والأموال إلى الجعرانة فحبست بها واستعمل على السبي محمية بن الجز، حليفا لقريش.