فلما انهزم من كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من جفاة أهل مكة، تكلم رجال منهم بما في أنفسهم من الضغن، فقال أبو سفيان بن حرب: "لا تنتهي هزيمتهم دون البحور، وإن الأزلام لمعه في كنانته" وزاد أبو عبد الله في روايته بإسناده عن قال: حدثنا ابن إسحاق، قال: عبد الله بن أبي بكر بن حزم، سار أبو سفيان بن حرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين، وإنه ليظهر الإسلام، وإن الأزلام التي يستقسم بها لفي كنانته" قال وصرخ ابن إسحاق: كلدة بن الحنبل وهو مع أخيه وكان أخاه لأمه صفوان بن أمية وصفوان يومئذ مشرك: ألا بطل السحر اليوم، فقال صفوان: اسكت فض الله فاك، فوالله لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن.
قال حسان:
رأيت سوادا من بعيد فراعني إذا حنبل ينزو على أم حنبل
.قال وقال ابن إسحاق: شيبة بن عثمان بن أبي طلحة أخو بني عبد الدار: اليوم أدرك ثأري، وكان أبوه قتل يوم أحد، اليوم أقتل محمدا، فأردت برسول الله صلى الله عليه وسلم لأقتله فأقبل شيء حتى تغشى فؤادي فلم أطق ذلك، فعرفت أنه ممنوع".